responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 336


حاجات أبناء البشر متشابهة وتلك أمور تدرك بالعقل والفطرة ، فجميع أبناء البشر يأكلون ويشربون ويتزاوجون ، ثم إن الرسول لا ينطق عن الهوى بل يتبع ما يوحى إليه من ربه ، فلا بد من أن يتلقى التوجيه الإلهي بأمر بهذه الخطورة ، وطوال عهده الشريف كان يقسم بين الناس بالسوية حتى أصبح عمل الرسول وسنة فعلية وقولية معا ! ! لما استولوا على منصب الخلافة التزم أبو بكر بسنة رسول الله ، فقسم المال بين الناس بالسوية ، ولما تولى عمر الخلافة رأى أن سنة الرسول التي تقسم بين الناس بالسوية ليست مناسبة ، لذلك أوجد سنة بديلة مناقضة تماما لسنة الرسول وقائمة على أساس التفاضل بين الناس فلا يعقل حسب سنة عمر أن يعطى المهاجر مثل الأنصاري ، ولا العربي مثل العجمي ولا . . . الخ ، لذلك اخترع للناس منازل من عنده ، وفضل المهاجرين على الأنصار ، وقريشا على العرب ، والعرب على العجم ، وأعطى زوجات الرسول عطاء خاصا يفوق حد التصور والتصديق ، وزائدا عن حاجة كل واحدة منهن ! ! بل إنه لم يساو في العطاء بين زوجات الرسول ، فأعطى عائشة وحفصة أكثر من باقي أزواج الرسول " [1] وفرض هذه السنة على الناس ، بعد أن ألغى سنة الرسول .
وهكذا وجد في المجتمع سنتان ، سنة عمر المعمول بها والقائمة على التمييز بين الناس في العطاء ، وسنة الرسول التي أهملت والقائمة على التسوية بالعطاء ، فمن المحال عقلا تطبيق سنة الرسول وسنة عمر في المجتمع نفسه ، وبالضرورة يجب أن تلغي إحداهما الأخرى ، فإما أن يعمل بسنة الرسول وتهمل سنة عمر ، وإما أن يعمل بسنة عمر وتهمل سنة الرسول ! ! ! لقد اختار عمر الحل الأخير فأهمل سنة رسول الله ، وأعمل بسنته ! ! ونتيجة هذه السنة الجديدة أشعل عمر دون أن يدري نار الصراع بين ربيعة ومضر وبين الأوس والخزرج وبين العرب والعجم ، وبين الصريح



[1] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 106 - 107 ، وشرح النهج ج 8 ص 111 .

336

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست