نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 331
الموالي ، ولكن لا ينبغي أن يتولاها رجل من بني هاشم ، فأي شخص يلتزم بهذه السياسة مؤهل لتولي الخلافة ولا اعتراض للخليفتين عليه ! ! حقيقة أن هذه السياسة تمخضت عن مجموعة من القواعد والمبادئ التي استقرت وفرضت نفسها واقعيا بحكم التطبيق العملي لها . ولعل هذا ما عناه عمر بقوله " أيها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض ، وتركتم على الواضحة ليلها كنهارها وصفق إحدى يديه على الأخرى وقال لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا . . . " [1] . فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن عمر قد قال هذا الكلام بعد أن كره الحياة ، ورغب بالموت ، لا يخالجنا أدنى الشك بأنه يقصد بالسنن والفرائض تلك القواعد التي وضعها " انظر إلى قوله " سنت ، وفرضت ، وتركتم " فهو لم يبين من هو الذي سن السنن ولا من فرض الفرائض ولا من ترك على الواضحة " إنما بنيت الأفعال للمجهول ، فمن غير الوارد أن يقصد بالسنة سنة الرسول فموقفه منها معروف وهي مرفوعة عمليا من واقع الحياة ، ولو قصد سنة الرسول لصرح بذلك ، ولو قصد بالفرائض " التي فرضها الله ورسوله لصرح بذلك أيضا ولما بني الفعل على المجهول ، ولو قصد بأن الرسول قد ترك الناس كما قال على الواضحة ليلها كنهارها لما بني للمجهول أيضا ، ولما كان هنالك معنى لقوله " إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا " ، فالسنن والفرائض والواضحة هي سنن عمر وفرائضه وواضحته التي ترك الناس عليها ، لأن عمر لم يلتزم بسنن وفرائض وواضحة الرسول ، فلم يقبل ترتيبا ترك الرسول المتعلقة بمن يخلفه ، ولا سمح للرسول بكتابة وصيته وتوجيهاته النهائية وقد أحرق سنة الرسول المكتوبة ومنع وصاحبه المسلمين أن يحدثوا شيئا عن رسول الله ، فمن غير الممكن أن
[1] جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير ج 1 ص 489 دار إحياء التراث العربي .
331
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 331