نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 318
المكتوب من السنة وحرموا رواية السنة فكيف يفهمون بيان القرآن ! ! ثم إن القرآن الكريم قد أعلن بكل وضوح بأن الرسول لا ينطق عن الهوى ، بل يتبع ما يوحى إليه من ربه في كل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال وتقريرات ، وتوثيقا من الله تعالى لسنة نبيه وتصديقا لها تولى الله تعالى بنفسه ومن خلال القرآن الذي يتذرعون به نشر هذا الإعلان النبوي بقوله تعالى : ( قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ) [1] وأعلن الله باسم رسوله قائلا : ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين ) [2] . التثبت من سنة الرسول واعتذروا عن إحراق الخلفاء للمكتوب من سنة الرسول ، ومن منعهم للمسلمين من أن يحدثوا شيئا عن رسول الله بأن الخلفاء كان هدفهم التثبت من سنة الرسول ، والحقيقة أن هذا العذر قد اختلقه أولياء الخلفاء للاعتذار عنهم ولتبرير أفعالهم ، مع أن الخلفاء أنفسهم لم يعتذروا بهذا العذر . إن نصوص المراسيم التي أصدرها الخلفاء تتعارض تماما مع هذا العذر فعندما يقول الخليفة بمرسومه : " فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا " فهذا القول من الوضوح بحيث أنه لا يحتمل أي تأويل آخر . لقد أوهم الخليفة عمر المسلمين بأنه يريد أن يجمع سنة الرسول ، وناشد الناس أن يأتوه بما هو مكتوب عندهم من سنة الرسول ، كما ناشدهم بأن يأتوه بالكتب المحفوظة لديهم لينظر بها ، فهل فتح الخليفة أي كتاب من هذه الكتب أو نظر بأي صحيفة من تلك الصحف ، أو قرأ أي حرف من الحروف المكتوبة بها حتى يثبت ، لم يرو راو قط أن الخليفة قد فعل ذلك إنما المشهور عند كافة المسلمين بأن الخليفة قد أمر بتحريفها وحرقها فعلا
[1] سورة الأعراف ، الآية 203 . [2] سورة الأحقاف ، الآية 9 .
318
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 318