نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 314
وكان الإمام يتطرق حتى لأدق التفاصيل الفنية للكتابة ، فيقول : " ألق دواتك ، وأطل جلفة قلمك وفرج بين السطور . . . " [1] . وكتب إلى عماله قائلا : " أدقوا أقلامكم وقاربوا بين سطوركم . . . " [2] . وسار أئمة أهل بيت النبوة - كل في زمانه - على خط الإمام الرامي إلى فك الحصار الذي فرضه الخلفاء على كتابة ورواية سنة الرسول ، فما من إمام من الأئمة إلا وكانت له كتبة ، فكانوا يكتبون ، ويملون على شيعتهم ، ويجيبون على أسئلة السائلين ، ويروون سنة الرسول عن آبائهم وأجدادهم ، ويأمرون المسلمين بأن يكتبوا وينشروا سنة رسول الله . جمع الإمام الحسن ولده وولد أخيه فقال لهم : " يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبارا آخرين ، فتعلموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه فليكتبه ، وليضعه في بيته " [3] . قال الإمام الحسين في خطبة له بمنى . . . " اسمعوا مقالي ، واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم . . . فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ، ويذهب الحق " [4] . لقد كون الأئمة - كل في زمانه - وأتباعهم جبهة معارضة واقعية لسياسة دولة الخلاف وسنة الخلافة الرامية إلى طمس سنة رسول الله ، وقد أثمرت معارضتهم لأن المؤمنين الصادقين قد التزموا بخط أهل بيت النبوة ، ونفذوا توجيهات الأئمة الرامية إلى كتابة ونشر سنة الرسول ، وفك الحصار المفروض عليها من الدولة وكان الإمام علي يقول : " تذاكروا هذا الحديث
[1] نهج البلاغة الحكمة رقم 315 ص 530 ، وتدوين السنة ص 146 . [2] الخصال للصدوق ج 1 ص 310 . [3] طبقات ابن سعد ترجمة الإمام الحسن ، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 227 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 107 . [4] كتاب سليم بن قيس ص 165 ، وتدوين السنة ص 148 .
314
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 314