نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 216
وصوله ، ويبايعونه أمام آل محمد ، بعفوية وبدون اعتراض ، وكأن هذه البيعة طبيعية ، وكأن هذا القسم لا يعرف شيئا عن المؤامرة والانقلاب ! ! وبالفعل عندما جاء الخليفة الجديد نهضت هذه المجموعة لاستقباله فقال عمر بن الخطاب : ( ما لي أراكم حلقا شتى ، قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار ) [1] . وكأن كلام عمر ( مسحة رسول ) فقام عثمان بن عفان والأمويون فبايعوا الخليفة الجديد ، وقام سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوا الخليفة الجديد ، ولم يبق من ذلك الجمع لم يبايع إلا علي بن أبي طالب والعباس ومن معهما والزبير بن العوام الذي انضم لهما [2] وهكذا عزل الهاشميون وآل محمد كما خطط الانقلابيون ونجح القسم الذي وضع في المسجد وحوله بأداء دوره على أكمل وجه ! ! ! ب - قسم آخر يتحرك إلى منطقة الأنصار ، ويتجمعون في سقيفة بني ساعدة كأنهم زوار لسعد بن عبادة الذي كان مريضا وطريح الفراش بإجماع كل المؤرخين ، ومهمة هذا القسم أن ينتظر قدوم قادة الانقلاب ، وأن يشترك بالحوار وكأنه لا علم له بما دبروا ، حتى إذا ما نجح قادة الانقلاب بجر الحاضرين إلى الخوض في حديث من يخلف النبي ، أمسكوا بالحديث فتابعوه حتى يتم تنصيب الخليفة المتفق عليه وهو أبو بكر ، عندئذ ينهض أفراد هذا القسم ويبايعوا أبا بكر كأول خليفة للنبي ، فيذهل الحاضرون من غير الانقلابيين ، ويجدون أن من الحكمة مبايعة الخليفة الجديد باعتباره واقعا ، وحتى يشركهم في ما بعد بالمنافع والأدوار ، ويحافظوا على مصالحهم باعتبار أن هذه الخليفة هو رأس الحكومة الواقعية ! ! .