نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 204
( لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما ما رأيت ملكا مثل هذا لا ملك كسرى ولا ملك قيصر ولا ملك بني الأصفر ) [1] ولم تتغير هذه القناعة حتى بعد دخول أبي سفيان في الإسلام ، نظر أبو سفيان مرة للنبي فقال في نفسه : ( ليت شعري بأي شئ غلبني محمد ) ، فأوحى الله إلى نبيه بما جال في صدر أبي سفيان فقال له الرسول ( غلبتك بالله ) [2] بعد أن دخل رسول الله مكة وتلفظ بالشهادتين جئ به إلى رسول الله ، فقال له الرسول : ( يا أبا سفيان أما آن لك أن تعلم بأني رسول الله ؟ فقال أبو سفيان أما والله فإن في النفس حتى الآن منها شئ . . . فصاح به العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن أضرب عنقك ) ، هنا فقط بعد ذكر ضرب العنق ، وبعد الإحاطة ، وضعف الحيلة ، تظاهر بوقف صراعه مع النبي ! ! لقد أحس ذلك النفر أن رئاستهم العامة للأمة بعد موت النبي تشكل فرصة تاريخية للمصالحة بين تيار أتباع النبي المخلصين ، وبين تيار أتباع زعامة الشرك السابقة ! ! ، وأن استيلاء ذلك النفر على الملك سيضع حدا لصراع طال أجله ، وسيعيد الصيغة السياسية الجاهلية القائمة على اقتسام مناصب الشرف ولكن بثوب إسلامي ، وبشكل إسلامي ! ! كان ذلك النفر موقنا بأن الترتيبات الإلهية التي أعلنها النبي والمتعلقة بمن يخلفه ، ترتيبات غير عادلة وغير منصفة - والعياذ بالله - فمن غير الممكن حسب تفكير ذلك النفر أن يكون النبي من بني هاشم ، وأن يكون خلفاؤه الاثني عشر من بني هاشم أيضا ! ! إن هذه الترتيبات مجحفة بحق البطون ومن المحال حسب عقولهم أن تكون من الله ، فلا بد أنها من تدابير محمد كبشر ! ! لقد أقنع ذلك النفر أنفسهم بذلك ، لذلك هان عليهم
[1] السيرة الحلبية ج 3 ص 79 . [2] السيرة الحلبية ج 3 ص 79 .
204
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 204