نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 189
فانقسمت مجتمعات الجزيرة العربية على تعددها إلى قسمين أحدهما وهو الأقل مع النبي وثانيهما مع زعامة بطون قريش . ومع هذا فقد نجح ذلك النفر بالاحتفاظ والمحافظة على علاقة جيدة مع الجميع ، فلم يقطعوا خيوط الاتصال مع أي طرف من أطراف الصراع ، ولا مع أية جماعة من جماعاته ! ! وهذا ما قوى الأمل عندهم بأن الجميع سيقبلون رئاستهم بعد وفاة النبي ، وفي حالة حدوث صراع بين ذلك النفر وبين آل محمد أصحاب الحق الشرعي بالرئاسة ، فإن الجميع سيقفون مع ذلك النفر وسيتخلون عن آل محمد الذين أثخنوا الجميع بالجراح ، ووتروا الجميع ، وسيسهل على ذلك النفر تجاهل وجود الترتيبات الإلهية ، وتجاهل النصوص الشرعية التي رتبت عصر ما بعد النبوة ، وسيسهل على الجميع الوقوف وراء ذلك النفر تحت مظلة الإسلام ، لأن أعداء الله السابقين كلهم قد دخلوا الإسلام ، وشكلوا الأكثرية الساحقة من المجتمع الإسلامي الجديد ، فيمكن استثمار هذه الكثرة الكاثرة تحت مظلة ( الشورى ) وهي مبدأ إسلامي ! ! ! ومن هنا فقد أخذ ذلك النفر يبني وينمي علاقاته مع الجميع . أ - كان بحكم الصحبة والمصاهرة والهجرة واعتناق الإسلام محسوبا على النبي والذين آمنوا ، وكانت حكومة النبي حكومة عدل إلهي ، فهي لا تعاقب على النوايا ، ولا تجرم إلا ما يقع من الأفعال ، كان النبي على علم بنوايا ذلك النفر ، ولكن هذه النوايا لم تترجم إلى أفعال كاملة خلال حياة النبي ، وإذا صدرت من ذلك النفر مقاطع من أفعال فقد كانت مغطاة بالشبهات التي تقيم من العقوبة ، لقد اكتفى النبي بوصفهم وصفا دقيقا وتحذير الناس منهم ، لقد أكد الرسول أن هذا الحي من قريش [1] سيحمل الناس على سنة فارس والروم [2] ولن يدعوا لله في الأرض عبدا صالحا إلا
[1] رواه البخاري كتاب بدء الخلق علامات النبوة ج 2 ص 280 ، ومسلم كتاب الفتن ج 18 ص 41 . [2] رواه الطبراني مجمع الزوائد ج 7 ص 236 .
189
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 189