نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 184
يعده لها فكان من الطبيعي بأن لا يتمكن أي واحد منهم من القيام بأعباء ومسؤوليات ومهام الرئاسة العامة قياما شرعيا ، كذلك فإن الطواقم التي استعان بها ذلك النفر كانت إما من حديثي العهد بالإسلام ، أو من أعداء الله ورسوله السابقين وهم بالضرورة يجهلون أحكام الإسلام ويجهلون أو يتجاهلون تاريخ الإسلام المجيد . فكان من الطبيعي أن لا يتمكن ذلك النفر ولا تلك الطواقم من تطبيق الإسلام ، لأنهم لا يحيطون به ! ! وكان من الطبيعي أيضا أن يفشل ذلك النفر بقيادة دولة الإسلام ودعوته قيادة شرعية ، وكان من الطبيعي أن تحل عرى الإسلام كلها بهذا المناخ عروة بعد عروة ، بقصد أو بدون قصد ، وكان من الطبيعي أن تنتشر الجهالة في الإسلام الحقيقي وبتاريخه المجيد ، وأن تسود ثقافة الانحراف المقصود أو غير المقصود فكيف نطلب من معاوية مثلا أن يطبق أحكام الإسلام في بلاد الشام وأن يعرف أهل الشام بالإسلام وتاريخه ، ومعاوية نفسه لا يعرف هذه الأحكام وليس من مصلحته ، ولا من مصلحة ولايته ولا من مصلحة الدولة التي يمثلها أن يفهم أهل الشام تاريخ الإسلام الحقيقي ، فلو عرف أهل الشام أن معاوية وأبوه وأخوه وأقاربه هم الذين قادوا جبهة الشرك ضد رسول الله قبل الهجرة ، وحاربوه بعد الهجرة ، وألبوا العرب عليه ، ولم يلقوا السلاح حتى اضطرهم رسول الله إلى الاستسلام ، هنالك تلفظوا بكلمة الإسلام ، لو عرف أهل الشام ذلك لطردوا معاوية ، ولما قبلوا بولايته ، لذلك صار من مصلحة معاوية ومن مصلحة الدولة التي يمثلها معاوية أن يجهل أهل الشام تاريخ الإسلام ، وتاريخ بنائه ، وأن يجهلوا أحكامه . - تساءل أحدهم : ابن من أبو تراب هذا الذي يلعنه الإمام معاوية على المنبر ، فأجابه أحد السامعين من أهل الشام ( أراه لصا من لصوص الفتن ) ! ! - روى المسعودي قال : كنا نقعد نتناظر في أبي بكر وعمر وعلي ومعاوية ونذكر ما يذكره أهل العلم ، وكان قوم من العامة يأتون فيستمعون .
184
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 184