نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 113
بدر يوم بلغ الرسول أن قريشا قد أقبلت حيث استشار الرسول أصحابه فوقف عمر وقال : ( إنها والله قريش وعزها ، ما ذلت منذ عزت والله ما آمنت منذ كفرت ، والله لا تسلم عزها أبدا ولتقاتلنك ، فاتهب لذلك أهبته وأعد لذلك عدته . . ) [1] فالرجل يثبط همة الرسول ، ويمتدح خصمه أمام الأنصار ، لقد أدرك بعض أولياء دولة الخلافة خطورة ما قاله عمر ! فقال ابن هشام في سيرته : ( فقام أبو بكر فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن . . ثم قام المقداد . . . ) [2] فكتما ما قاله عمر وأبو بكر خشية أن يكتشف المسلمون ما قالاه فتهتز مكانتهما المقدسة ! وما يعنينا في هذا المقام أن عمر وأمثاله كانوا من الكارهين لرئاسة آل محمد ومن المعارضين لجمعهم النبوة والخلافة معا ، ومن المتعصبين لقريش ولزعامتها الجاهلية ، ولم يكن عمر الوحيد الذي يحمل هذه القناعات ، فقد شاركه في حملها الكثير من المهاجرين ، لكن عمر لعب دور المنسق والمنظر والقوة المحركة لأنه لم يصدف أن قتل عمر أو أسر أو سلب أحدا من المشركين ، ولأن عمر كان يمدح قريشا وزعامتها ، ولأن مشاكساته ومزاوداته على الرسول قد انتشرت ، فأحبه المشركون وأحبه المنافقون ، لأنهم قد تصوروا أنه عدو لرسول الله بل وقد أحبه اليهود لأنه كان يتردد عليهم ويحضر دروسهم . قال عمر بن الخطاب نفسه : إني كنت أغشى اليهود يوم دراستهم فقالوا لي : ( ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك لأنك تأتينا . . . ) [3] وفي أسباب النزول للسيوطي قال : ( إن عمر كان يأتي اليهود فيسمع منهم التوراة . . . ) [4] . ثم إن عمر بن الخطاب كانت له علاقة وطيدة مع المرتزقة من الأعراب ، روى
[1] مغازي الواقدي - ط أكسفورد ج 1 ص 48 - 49 ، وامتناع الأسماع للمقريزي . [2] سيرة ابن هشام ج 2 ص 253 ، وصحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة بدر ج 3 ص 1403 . [3] راجع كنز العمال ج 2 ص 353 ، وتدوين القرآن ص 413 . [4] أسباب النزول للسيوطي ج 1 ص 21 ، وتدوين القرآن ص 414 .
113
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 113