نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 90
تتقاطر عليه ، معلنة استسلامها أو اسلامها على يديه ( 256 ) ، وخلال تلك الفترة كان النبي يتفقد ما بقي من جيوب الشرك ، ويرسل سراياه وبعوثه ورسله ، لتطهيرها وهداية أهلها . وارتاحت نفسه الشريفة وهو يرى أن بلاد العرب قد توحدت ، ولأول مره في التاريخ ، وبكلفة بشرية لا تتجاوز أربعمائة قتيل ، وبمدة زمنية لم تتجاوز تسع سنين واطمأن قلبه الطاهر وهو يرى دين الاسلام قد أصبح دينا لكل سكان بلاد العرب ، وصرح علنا بان الشيطان قد يئس من أن يعبد في بلاد العرب . لقد أقلقت هذه الانجازات الهائلة مضاجع قاده الدولتين الأعظم آنذاك خاصه الأباطرة ، وأشيع بان الروم قد حشدوا جيشا كبيرا ، فاستنفر رسول اللّه المسلمين ، وجهز حمله كبرى قوامها ثلاثين الف مقاتل معهم ( 15 الف ) بعير ، وعشره آلاف فرس في ظروف صعبه ، وسار بهذا الجيش قرابه 500 كيلومتر ووصل إلى تبوك ( 257 ) ، واخضع دومة الجندل ، ووطد سلطان الاسلام بهيبته ، وأحجم الروم عن ملاقاته بعد ان قذف اللّه في قلوبهم الرعب ، وحققت الغزوة أهدافها النفسية ، فضلا عن الكم الهائل من العبر والاسرار ، فقد جمعت غزوه تبوك الأخيار والأشرار ، وثبت للأخيار بان الذين أجرموا يحقدون على محمد وعلى آل محمد ، وان النبي وآله لو فتحوا أقطار الدنيا ، وملكوها للمجرمين ، فلن يرضوا عن محمد وآل محمد ، بالوقت الذي يتلفظ فيه أولئك المجرمون بالشهادتين ويدعون الاسلام ! ! وأكبر دليل الآيات القرآنية النازلة في غزوه تبوك والتي فضحتهم ، ومؤامرتهم الدنيئة على قتل النبي في طريق عودته من تبوك ( 258 ) ، والمثير للدهشة حقا ، أنهم بنفس الوقت الذي كانوا يعدون فيه مؤامرة قتل النبي ، كانوا يبنون مسجدا ويرجون من النبي ان يفتحه لهم تبركا به ( 259 ) . ولما قيل للنبي لم لا تقتلهم ؟ قال الرسول : ( إني اكره ان يقول الناس ان محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه ) .
256 - تاريخ الطبري 3 / 139 وما فوق ، والمغازي للواقدي 3 / 949 وما فوق . 257 - وقائع الحملة في المغازي للواقدي ، 3 / 989 1060 وتاريخ الطبري 3 / 142 175 . 258 - الآيات النازلة في غزوه تبوك كما ذكرها الواقدي في المغازي 3 / 1022 و 1060 وما فوق . 259 - تفاصيل المؤامرة في المغازي للواقدي 3 / 1042 1044 .
90
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 90