سفيان مع أركان قيادته أولاده :
معاوية ويزيد وعتبة ، وسادات بنى أمية ، وسادات البطون ، وكان تصرف النبي مع المغلوبين ، بحجم خلقه العظيم ، فقال لقادة جبهة الشرك ولمن والاهم من سكان مكة :
اذهبوا فأنتم الطلقاء ( 253 ) ، والتصق نعت الطلقاء بهم ، ولم يقووا على التخلص منه حتى بعد ان نجح انقلابهم فيما بعد ، وقبضوا على مقاليد الأمور بالقوة والتغلب ، وصاروا رسميا قاده المسلمين بقوة السلاح ! ! !
وبفتح مكة تغيرت الخارطة السياسية كليا ، وأصبحت الدولة الاسلامية هي القوة الحقيقية الوحيدة في بلاد العرب ، وسمع كل العرب باستسلام قاده بطون قريش ، وشعرت قبائل العرب انها صارت في حل من مجاملة البطون ، وانه ليس هنالك ما يحول بينهما ، وبين ادراك مصالحها ، من خلال استسلامها ، أو اسلامها بعد ان بهرتها العبقرية المحمدية ، وتوصلت إلى قناعه عقلية مفادها ( ان آلهة العرب جميعا آلهة زائفة ، وان الإله الحقيقي هو إله محمد ، والأقرب ان محمد رسول اللّه ، وان مصالحها تقتضى القرب من الرجل ، وان تستسلم له أو تسلم معه ، فاتجهت إليه كل القلوب بقوة الانبهار ، وحوافز البحث عن الحلم المفقود .
واغتنم النبي الفرصة ، وأراد ان يصفى ما تبقى من أوكار الشرك ، فاتجه إلى حنين ومعه كثره كاثره من المسلمين سكرى بزهو النصر ، وفاجأهم عدوهم فولوا مدبرين ، ولكن النبي وأهل بيته ثبتوا ، حتى استعادت جموع المسلمين روعها ، فكرت بعد فر وألحقت الهزيمة بعدوها ( 254 ) ، واتجهوا إلى الطائف آخر معاقل الشرك ، فتحصن بها أهلها فحاصرهم النبي ، ثم قرر ان الطائف قد سقطت عمليا ، وان أهلها أتوه يوما فتركها ( 255 ) ، وقسم الغنائم بين الناس ، وعاد إلى المدينة المنورة ، يغمره السرور بنصر اللّه والفتح ، وما ان استقر قليلا حتى بدأت الوفود

253 - المغازي للواقدي 2 / 837 وما فوق وقائع الفتح بعد دخول جند اللّه لمكة ، وتاريخ الطبري ، 3 / 117 احداث السنة الثامنة ، وطوال التاريخ ومسلمه مكة يعرفون بالطلقاء ، راجع الرسائل التي أرسلها الإمام على لمعاوية ، ورسائل قيس ، بن سعد ومحمد بن أبي بكر وعبد اللّه بن العباس . 254 - تاريخ الطبري 3 / 220 وما فوق ، ومغازي الواقدي 3 / 885 922 وما فوق . 255 - مغازي الواقدي 3 / 922 وما فوق ، وتاريخ الطبري 3 / 128 139 .

89