نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 79
محمدا ) ( 226 ) . . ولكن عمر تردد ، ورصد مصالحه ، ثم أدرك بدهائه وذكائه ان كفه محمد قد رجحت ، وان محمدا سيغلب بطون قريش ، وتستسلم تلك البطون عاجلا أم آجلا ، وشاور عمرو معاوية ، وبين لمعاوية ان مصلحته تقتضى الالتحاق بمحمد ، فقال له معاوية : ( يا أبا عبد اللّه أني لأكره لك أن تتحدث العرب عنك إنك إنما دخلت في هذا الأمر لغرض الدنيا ) ( 227 ) . . ولكن الرجل سار إلى النبي ونطق بالشهادتين ، وهو يحمل قناعات الشرك ، وحسد البطون لبني هاشم ، وآثارا نفسية عميقة لثارات ودماء سالت . ومن الطبيعي ان النبي لا يحاسب على النوايا ، وانه سيقبل ظاهره ويكل باطنه للّه ، وانه سيشجع توجهه نحو الاسلام ، ويدخل النبي عاصمه الشرك ، ويستسلم أبو سفيان وأبناؤه ومعاوية منهم ، ويلتقي الصديقان في دائره الاسلام ، ويخططان معا . قال زيد بن أرقم : ( غزا رسول اللّه غزوه ، ومعه معاوية ، وعمرو ، فرآهما مجتمعين ، فنظر إليهما نظرا شديدا ثم رآهما في اليوم الثاني ، واليوم الثالث ، كل ذلك يديم النظر إليهما ، فقال في اليوم الثالث : إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ، ففرقوا بينهما ، فإنهما لن يجتمعا على خير ) ( 228 ) . ولم يطل مقام النبي بعد نصر اللّه له والفتح ، فمرض ، وأراد ان يلخص الموقف ، فتصدى له عمر بن الخطاب كما يروى البخاري ومسلم وقال : عندنا كتاب اللّه ، ولا حاجه لنا بكتاب آخر ، وردد أعوانه من خلفه : القول ما قال عمر ان النبي يهجر ( حاشا له ) ، ونجح عمر واتباعه بالحيلولة بين النبي ، وبين كتابه ما أراد ( 229 ) . ومن المثير للدهشة حقا ان بنى أمية قاطبة ، وعمرو بن العاص ، وكل الطلقاء كانوا مع عمر ومع أبى بكر ، وضد بني هاشم ، وضد الإمام على ، ومع مبدأ الحيلولة بين ان يجمع الهاشميون مع النبوة الخلافة ، وهكذا اتحدت البطون
226 - سيره ابن هشام 1 / 319 . 227 - شرح النهج 1 / 137 . 228 - كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص ، 112 والعقد الفريد لابن عبد ربه 2 / 290 . 229 - كتابينا نظريه عدالة الصحابة ص 271 وما فوق تجد الوقائع موثقه والخطط السياسية لتوحيد الأمة الاسلامية ص 161 وما فوق تجد تنظير هذه الوقائع .
79
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 79