نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 71
من بعض القبائل ، فعاد ومعه الصدقات وعلم أبو سفيان ان أبا بكر بالتعاون مع عمر قد قبضا على مقاليد السلطة عمليا ، وهما في طريقهما لتصفية المعارضة ، فأراد أبو سفيان ان يحسن واقعه السياسي وان يحصل على مكاسب سياسية فقال : ( أني لأرى عجاجه لا يطفئها الا الدم يا آل عبد مناف ، فيم أبو بكر من أموركم ! أين الأذلان على والعباس ؟ ما بال هذا الامر في أقل حي من قريش ، ثم قال لعلي : ابسط يدك أبايعك فواللّه لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجلا " ( 192 ) . فزجره على - لأنه يعرف حقيقته - وقال له : " والله ما أردت بهذا إلا الفتنة وإنك والله لطالما بغيت للإسلام شرا لا حاجة لنا في نصيحتك " ( 193 ) . وجد أبو سفيان أن طريقة تخريب الإسلام ونظامه عن طريق على مغلقة ، وكانت السلطة متلهفة للتعاون مع أبي سفيان وأولاده وبنى أمية ومع أي شخص يواليها بما فيهم المنافقون . فقال عمر لأبي بكر : ان هذا أبو سفيان قد قدم وهو فاعل شرا ، وكان النبي يستألفه على الاسلام فدع له ما بيده من الصدقات ، ففعل أبو بكر ، وترك لأبي سفيان ما جمعه من الصدقات ( 194 ) . وزيادة بتعميق ولاء البيت الأموي للنظام الجديد الذي قبض على مقاليد الأمور حتى قبل ان يدفن النبي ، اقترح عمر على أبى بكر ان يعين يزيد بن أبي سفيان قائدا للجيش الزاحف إلى بلاد الشام ، وان يعين معاوية ابن أبي سفيان نائبا لأخيه يزيد ، ولان أبا سفيان كان غائبا ، ولم يكن يدرى ان الأمويين قاطبة شركاء فعليين بالنظام الجديد ، وان كافه بنى أمية من أنصاره ، وانهم قد رتبوا الأمور بالتعاون مع الخليفة ومع نائبه ترتيبا محكما بحيث يكون أبو بكر هو الخليفة الأول ، وعمر هو الخليفة الثاني ، وعثمان هو الخليفة الثالث ، بدليل ان عثمان بن عفان كان أول زعيم من زعماء المهاجرين قد بايع بدون تردد ، وتبعه الأمويين
192 - الكامل في التاريخ لابن الأثير 2 / 135 . 193 - المرجع السابق . 194 - العقد الفريد لابن عبد ربه 1 / 249 .
71
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 71