responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 647


ليزيد بن معاوية مستحيلة استحاله مطلقه ، وان نزولهم على حكمه وتسليم أنفسهم له ليقضى فيهم برايه وغطرسته مستحيل أيضا استحاله مطلقه ، واستسلام الحسين كما استسلمت الأمة ، وقبوله بالذل والهوان كما قبل الملا وقبلت أكثرية الأمة غير وارد ، فالملأ والأكثرية الساحقة من الأمة يخشون الموت ، ولتجنب الموت يعطون الدنية وهم سعداء ، لكن الحسين وأهل بيت النبوة لا يخشون الموت ان الموت عندهم نجاه وسعادة ، ومنى وهو يصرح بذلك علنا :
( ان الدنيا قد تغيرت وتنكرت ، وادبر معروفها واستمرت حداء ، ( مقطوعه ) ولم يبق منها الا صبابه كصبابه الاناء ، وخسيس كالمرعى الوبيل ، الا ترون إلى الحق لا يعمل به ، والى الباطل لا يتناهى عنه ؟ ليرغب المومن في لقاء ربه محقا ، فانى لا أرى الموت الا سعادة ، والحياة مع الظالمين الا برما ) ( 1536 ) .
لو ركع الملا واستسلموا ، لكان بامكانهم ان يعتذروا يوما ما ، ولو ركعت الأكثرية الساحقة واستسلمت ، لما أثاروا عجبا ، فطوال التاريخ البشرية وجدت أمم وشعوب تركع للطغاة ، وتعبدهم من دون اللّه ووجدت أمم مستذلة غلبت على امرها .
كيف يقال بان الحسين وأهل البيت قد استسلموا لأنهم جزعوا من الموت ؟ ! !
وكيف يقال إن حفيد النبي ، وابن علي ، وحبيب الزهراء وامام الأمة وسيدها قد هان امام الظالمين ؟ .
وكيف يقال إن أحفاد شيخ قريش أبى طالب وأبناء سيد العرب على قد تركوا عميدهم الحسين يموت وحده ؟ ! !
واي معنى للحياة بعده ؟ ! !
فودعوا أباهم رسول اللّه وخرج ركب الحسين خائفا يترقب ، تماما مثلما خرج موسى من عند فرعون خائفا يترقب ، ورمقته الجموع الذليلة باشفاق ومحبه ، وهم على علم بان مصير الحسين وأهل بيت النبوة القتل ومع هذا لم تقدم هذه الجموع ولم توخر ، بل بقيت راتعه في مرعاها الوبيل ! !
تنتظر جزارها ليختار ذبائحه بأي وقت


1536 - مقتل الحسين لابن طاووس ص ، 32 ، 33 وسيره الرسول وأهل بيته لمؤسسة البلاغ 1 / 138 .

647

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 647
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست