توارثوه ، وانتقال هذا المنصب إلى محمد الهاشمي والى آله من بعده ، والأمويون وأبو سفيان وأولاده خاصه لا يطيبون خاطرا ببني هاشم ، فذكريات المنافرة بين هاشم وأمية وفوز هاشم على أمية والجلاء عن مكة قبل البعثة ما زالت عالقة في الذهنية الأموية ( 56 ) ، وحسد الأمويين لبنى هاشم أمر لا يخفى على أحد في مكة آنذاك .
ومن جهة ثانيه فقد سبقت البعثة النبوية إشاعات بان النبي الموعود سيكون من بنى عبد مناف ، واقتنع أبو سفيان بأنه الأجدر بهذه النبوة ( 57 ) .
وفوجئ أبو سفيان باختيار اللّه سبحانه وتعالى لمحمد ، فأحبط وامتلأ قلبه وبنوه وبنو عمومتهم الأمويين بالحسد لمحمد خاصه ، وللهاشميين عامه ، واقنع أبو سفيان نفسه بان الهاشميين قد ( سرقوا ) حلمه بالنبوة وهم في طريقهم عن طريق هذه النبوة ليأخذوا حقه بالقيادة ، فكان الحسد هو الموجه الأعظم لتحركات الأمويين خاصه ، ولبطون قريش عامه ( 58 ) خلال مرحلة الدعوة العلنية التي استمرت عشر سنين ( 59 ) فاندفعت بطون قريش بقيادة البطن الأموي ، وبالتحديد أبي سفيان وبنيه ، وشكلوا الجبهة المعارضة للنبوة وللاسلام ولمحمد ولآل محمد ، وعارضوا النبي بكل وسائل المعارضة ، وآذوه بكل أنواع الأذى ، وصدوا عن سبيل اللّه بكل وسائل الصد ، وتآمروا على قتل النبي ( 60 ) ، وشرعوا بهذا القتل فصلا ( 61 ) ، ولكن اللّه نجى نبيه .

56 - الطبقات لابن سعد 1 / 76 وكتابنا النظام السياسي في الاسلام ص 171 . 57 - السيرة الحلبية 1 / 80 . 58 - شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1 / 143 ومناقب على لابن المغازلي الشافعي ص 467 ح 314 والصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 15 . 59 - سيره الرسول وأهل بيته 1 / 57 وما فوق كما رواها اليعقوبي في تاريخه 2 / 24 وما فوق . 60 - الطبقات لابن سعد ، 1 / 202 203 و 2 / 243 244 من تاريخ الطبري ، والسيرة الحلبية 1 / 305 و 308 و 322 وكتابنا النظام السياسي في الاسلام ص 219 61 - ويتمثل المشروع بالقتل ارسال بطون قريش مائه رجل ليله هجرته من مكة إلى المدينة ، أتلو الآية 30 من سوره الأنفال ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك ) راجع سيره ابن هشام 2 / 126 وتاريخ اليعقوبي 2 / 39 .

34