اجتهد ورأى أنه لا يلزمه حكم هذا القتل ، لأنه وقع قبل عقد الإمامة له ) ( 605 ) .
والاجتهاد قد يستفيد منه أعداء اللّه ، فالحكم بن العاص عدو للّه كان يؤذى رسول اللّه في الجاهلية والاسلام ، لعنه الرسول ، ولعن أولاده ( 606 ) .
واصدر الرسول أوامره بتغريب الحكم وولده ، وقال :
( لا يساكنني ولا ولده ) ، وعندما تولى أبو بكر الخلافة راجعه عثمان للسماح بعوده الحكم بن العاص فرفض أبو بكر ، وبعد توليه عمر راجعه عثمان لنفس الغاية فرفض عمر ، وعندما تولى عثمان الخلافة ادخله معززا مكرما ، والبسه جبه من طيلسان ( 607 ) وأعطاه صدقات المسلمين البالغة 300 ألف درهم ( 608 ) .
ولما مات الحكم ضرب عثمان على قبره فسطاطا ( 609 ) .
حزنا عليه ، ولما قيل لشيعة عثمان :
لم فعل عثمان ذلك ؟ قالوا :
( أداه اجتهاده إلى ذلك لان الأحوال تتغير ) ( 610 ) .
روى الحاكم عن عبد الرحمن بن عوف قال :
( كان لا يولد لاحد مولود الا اتى به النبي فدعا له ، فادخل عليه مروان بن الحكم فقال الرسول :
( هذا الوزع بن الوزع الملعون بن الملعون ) ( 611 ) .
ومع هذا أصبح هذا الولد بالاجتهاد رئيسا لوزراء المسلمين ! ! !
وأعطى هذا الولد فدكا ، وهى التي اخذت من بنت رسول اللّه ! ! ( 612 ) كل هذه التناقضات قد جرت بدعوى الاجتهاد ! ! !
وكثمرة من ثمرات

605 - شرح التجريد 49 وشرح النهج لابن أبي الحديد 1 / 243 . 606 - أنساب الأشراف للبلاذري 5 / 27 و 28 ومستدرك الحاكم 4 / 479 ، 481 . 607 - تاريخ اليعقوبي 2 / 164 . 608 - المصدر نفسه 2 / 168 . 609 - أنساب الأشراف 5 / 27 . 610 - شرح النهج لعلامة المعتزلة 1 / 233 . 611 - مستدرك الحاكم 4 / 479 ، 481 . 612 - شرح النهج لابن أبي الحديد 1 / 67 والمعارف لابن قتيبة ص 84 .

271