نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 217
إليهم وتحالف معهم ان المواجهة مع محمد ومن والاه قدر محتوم لا مفر منه ، وقد أرعبتهم مواجهات محمد السابقة مع خصومه ، لذلك فهم يخشون فكره شن هجوم عليه ، مما فرض عليه فرضا ان يبقوا بحاله ترقب وقلق حتى يأتي محمد ومن والاه لحربهم فيحاربونه حربا دفاعية ، وهم في حصونهم ، واستعدادا لتلك المواجهة الحاسمة رمموا حصونهم وأصلحوها ، واستوردوا السلاح وصنعوه ، ووسعوا دائره تحالفاتهم مع القبائل ، خاصه مع قبيله غطفان ، وزعيمها عيينة بن حصن ، ويقال انهم جندوا عشره آلاف مقاتل يتم استعراضهم يوميا ، وقدروا انهم بهذه العدة والعدد سيكونون أول من يلحق هزيمة ساحقة بمحمد وآله ومن والاه ، ومن هنا فقد أيقنوا بان محمدا قادم إليهم لا محاله ، وترقبوا كل يوم قدومه ليواجهوه بما لا قبل له به . وبعد ان فتح اللّه على نبيه في صلح الحديبية ذلك الفتح المبين ، وحقق انتصاره السياسي ، وخلت بطون قريش بينه وبين العرب ، واعترفت به وهى عدوته اللدودة ، واعترفت بحقه باستقطاب العرب حوله . عندئذ قدر النبي ان الفرصة ملائمة لمواجهة أخطر وأقوى ما تبقى من خصومه ، وهم يهود خيبر ، وبعد أقل من شهرين من رجوعه من الحديبية اصدر أوامره بالتهيؤ لغزو خيبر ، وفضل ان يغزو معه الذين خرجوا معه إلى الحديبية ، واعلن ان الغاية من غزو خيبر هو الجهاد وليست الغنيمة وبعد اتمام الاستعدادات ، وفى شهر صفر من السنة السابعة للهجرة زحف النبي نحو خيبر ، وفى الطريق علم أن قبائل غطفان الكبيرة قد تحالفت مع اليهود على حرب محمد مقابل تمر خيبر لسنه . ولما استقر الرسول في معسكره قرب خيبر امر اتباعه ان لا يقاتلوا حتى يأذن لهم النبي بالقتال ونظم اتباعه ، وأعطى الرايات ، فاعطى رايه إلى علي ( عليه السلام ) ، ورايه إلى الحباب بن منذر ، ورايه إلى سعد بن عباده ، ثم اذن بالقتال ، وامر ان يركز على الحصن الذي فيه غطفان ، فضغط المسلمون ضغطا شديدا على هذا الحصن ، وأشيع في غطفان ان مضاربهم وبيوتهم وذرياتهم قد تعرضوا للغزو ، فانسحبت غطفان من التحالف ، وذهبت لتحمى ذراريها من الغزو الموهوم ، وبانسحاب غطفان تهدمت الروح المعنوية لأهل خيبر ، ولكنهم قاتلوا بكفاءة ، وهجم الرسول
217
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 217