نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 148
وبقيت آثارها . ثم إن هنالك ظاهره عجيبة حقا ، فقد يكون الأب منافقا ويكون الابن مؤمنا . ومهما تمكن الاسلام من قلب الولد فعسير جدا عليه ان يترك أباه ، فعندما كثر الحديث عن ضرورة قتل عبد اللّه بن أبي عز ذلك على ابنه المؤمن واستأذن النبي بقتل أباه ، حتى لا يقتله غيره ويكون مضطرا لمشاهده قاتل أبيه ، فيطمئنه النبي ويؤكد له بأنه سيحسن صحبته ولن يأذن لأحد بقتله . تلك هي الخطوط العريضة : هذه هي الخطوط العريضة لطبيعة المجتمع الذي وجد النبي نفسه قائدا له ، وهو مجتمع يتعذر على أي رجل فذ ان ينجح بقيادته وتوحيده لكن النبي مؤهل إلهيا ، وهو ذروه الوجود الانساني . فقد كان ، ببصيرته الثاقبة وبعون اللّه ، على علم كامل بطبيعة التشكيلات البشرية التي يتكون منها شعبه ، وهو لم يتوقع بان يحكم شعبا من الملائكة ، لذلك عمم ان يتعامل مع الواقع كما هو ، وان ينقله بحدود قدرته على الاحتمال ، وتدريجيا مما هو كائن إلى ما ينبغي ان يكون أو لأقرب نقطه مما ينبغي ان يكون . على طريق التنظيم : الدستور المكتوب : لترتيب الأوضاع الداخلية لشعب المدينة وما حولها تمهيدا لإعداده للمواجهات ، وضع النبي دستورا مكتوبا عرف بالصحيفة ، وهو بمثابة عهد من الرسول ، وتكون هذا الدستور النبوي من 48 مادة مصاغة صياغة دستورية من جميع الوجوه . وعند الوقوف على المعاني اللغوية للكلمات والمصطلحات التي وردت في هذا الدستور ، وبعد الاطلاع على التشريعات الاسلامية التي صدرت خلال حياه النبي فيما بعد ، وبعد الإحاطة بتفاصيل النظام السياسي الاسلامي ، يجد الباحث الموضوعي المتجرد ان هذه الصحيفة التي وضعها رسول اللّه لغايات تنظيم المجتمع المديني واعداده للمواجهة ، هي دستور دوله من جميع الوجوه . وهى أفضل دستور يمكن ان يوضع لترشيد المجتمع المديني في هذه المرحلة ، فقد اختيرت ألفاظه لتكون هينه على الاسماع ، خفيفه الوقع ، توقظ مجتمع المدينة ، ولا تهيجه .
148
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 148