نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 126
ولا يعاملوهم أبدا حتى يقوم الهاشميون بتسليم محمد لبطون قريش فتقتله ، واعتبروا ذلك عقدا وعهدا ، وكتبوا به صحيفة مهرت بتواقيع ثمانين من زعماء بطون قريش ال 23 ، ولإضفاء القداسة والجدية على هذا التعاقد والتعاهد ، علقوا الصحيفة في جوف الكعبة في السنة السابعة من النبوة خلال شهر محرم ( 398 ) . الهاشميون يعانون في الشعب وبطون قريش تتفرج : انحاز الهاشميون باستثناء أبى لهب ، وبنو المطلب بن عبد مناف إلى أبى طالب ودخلوا في شعبه أو شعب بني هاشم ، ولم يكن يصل إليهم أي شيء من الطعام الا ما يتسرب إليهم سرا من بعض المتعاطفين معهم ، واستمر الحصار ثلاث سنوات ، أنفقت خلال هذه المدة خديجة بنت خويلد زوجه الرسول كافه أموالها ، وأنفق أبو طالب وبنوه كل ما عندهم ، واشتد الأمر على الهاشميين ، وعلى المطلبيين ، وعانوا الحرمان والجوع ، وأكلوا نباتات الأرض ، واضطر أطفالهم ان يمصوا الرمال من العطش ، وكانت بطون قريش تشاهد معاناة الهاشميين وتتلذذ بها ، وتتفرج دون أي احساس بالحرج ، وكان على راس المتفرجين بنو أمية ، وبنو تيم وبنو عدى ، وبنو مخزوم ، وبنو نوفل . . . الخ . كان مطلب بطون قريش من بني هاشم ينحصر في تسليم محمد لهذه البطون لتقتله ، وتضع حدا لدعوته ولدين الاسلام . ولكن الهاشميين لم يركعوا ، ولم يستسلموا ، ولم يعطوا الدنية ، إنما تحملوا ما لم تتحمله أية قبيله من القبائل في سبيل محمد وفى سبيل دينه . فلولاهم لقتلت البطون محمدا كما قتل غيره من الأنبياء ، ولولاهم لما قامت للاسلام قائمه ، ولكان شان الاسلام كشأن غيره من دعوات الحق التي جاء بها النبيون والتي أجهضت من قبله ، ولكن اللّه تعالى أراد ان يظهر دينه ، وان يتحمل البطن الهاشمي أعباء مرحلة التأسيس الحاسمة .
398 - سيره ابن هشام ، 1 / 359 375 وتاريخ اليعقوبي 2 / 30 42 والكامل في التاريخ لابن الأثير 2 / 84 وما فوق .
126
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 126