ومثال آخر :
ان الرسول كان يوزع العطايا بين الناس بالتساوي لان حاجات البشر الضرورية متشابهه فكل واحد من أبناء البشر بحاجة لمأكل ومشرب وملبس ومركب ومنزل وزوجه وذرية . . .
الخ .
فجاء المؤسسون لهذه المرحلة وقالوا ان هذه السنة ليست مناسبه ، وان الأفضل اعطاء الناس على حسب منازلهم ، واخترعوا موازين لتلك المنازل ( 299 ) .
مثال ثالث :
ان اللّه قد جمع لآل محمد النبوة والملك كما جمعها لآل إبراهيم وجعل الصلاة على آل محمد جزءا من الصلوات المفروضة على العباد ( 300 ) ، وارشد الخلق بان الهدى لا يدرك الا بالقرآن وباهل بيت محمد ، وان الضلالة لا يمكن تجنبها الا بالاثنين معا كما هو ثابت بحديث الثقلين ( 301 ) .
وجاء المؤسسون فقالوا :
انه ليس من العدل ان يأخذ آل محمد النبوة والملك ، وان تحرم بقيه البطون من هذين الشرفين معا ، والأفضل برأيهم ان يأخذ الهاشميون النبوة لا يشاركهم فيها أحد من بطون قريش ، وان تأخذ بقيه بطون قريش الملك أو الخلافة لا يشاركهم فيها هاشمي قط ( 302 ) واقتنع العامة ان هذا الترتيب هو الأول بالأعمال .

299 - شرح النهج ، 2 / 53 و 3 / 180 ومعالم المدرستين 2 / 67 . 300 - صحيح البخاري كتاب الدعوات ، وفى بدء الخلق ، وكتاب التفسير ورواه مسلم في كتاب الصلاة ، وابن ماجة وأبو داود في صحيحيهما واحمد في مسنده 2 / 47 والنسائي في صحيحه 1 / 190 والأدب المفرد للبخاري ص 93 راجع فضائل الخمسة للفيروز ، آبادي 1 / 253 وما فوق . 301 - صحيح الترمذي 5 / 328 ح 3874 وكنز العمال ص 153 وتفسير ابن كثير 4 / 113 والمعجم الكبير للطبراني ص 137 واحياء الميت للسيوطي ص 114 بهامش الاقحاف والدر المنثور للسيوطي ، 2 / 60 كتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الاسلامية ص 664 وما فوق تجد مجموعه كبيره من مراجع حديث الثقلين . 302 - الكامل في التاريخ لابن الأثير 3 / 24 آخر سيره عمر من حوادث سنه 23 وشرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج 2 وأورده في أحوال عمر وأخرجه الإمام احمد ، بن أبي الطاهر في تاريخ بغداد ، وكتبنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الاسلامية ص 411 والنظام السياسي في الإسلام ص 141 142 ونظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام .

100