الطعن بالقرآن الكريم :
في معرض مواجهة بطون قريش لمحمد ولآل محمد ولمن والاهم ، واصرارا منها على الحاق الهزيمة بمحمد وآله ، وصرفا لشرف النبوة عنهم ، طعنت بطون قريش في القرآن الكريم ، على اعتبار انه أعظم براهين النبوة ، فزعمت أن هذا القرآن أساطير الأولين ، وان محمدا تقوله على اللّه ، وانه مفترى ، ولو شاءت تلك البطون لقالت مثله ، وعندما تحداها محمد بأمر من ربه ان تأتى بعشر سور مفتريات من مثله كما تزعم عجزت ، وسلمت عمليا ، وتحداها ان تأتي بسورة فعجزت ، ثم أعلن النبي بأمر من ربه بان الجن والإنس لو اجتمعا لن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو تظاهروا .
ومضت بطون قريش في أكاذيبها ، فقالت :
ان القرآن عمل ساحر ، وفن شاعر ، وتراتيل كاهن ، ولكن البطون كانت مقتنعة ان اتهاماتها مختلقة ، وغير مقنعه وان دعاياتها فاشلة ، وعاجزه عن إقناع العقل البشرى مهما انحط مستواه ، ولكنها قدرت ان هذه الدعايات على هزالتها ، ستشغل العامة وتصدهم عن الاصغاء لمحمد .
وشككت بطون قريش بصحة الاخبار والانباء التي جاء بها القرآن ، وأبدت عجبها من جعل الآلهة إلهاً واحدا ، ويجيبها القرآن بأنه على فرض وجود آلهة ، فان بعض الآلهة سيعلو على بعض وستكون الكلمة العليا لإله واحد ، وبغير ذلك يتعذر تدبير الكون ، وتبدى بطون قريش شكها المطلق بإمكانية إعادة تركيب الانسان بعدم موته ، ويجيبهم القرآن الكريم ، كونوا أي شيء مما يكبر في صدوركم ، فان الذي خلق هذا الشيء أول مره بقادر على إعادته بعد تلفه .
وكان واضحا ان بطون قريش قد هزمت منطقيا وهزمت عقليا ، وان النبي بهدى من ربه قد أجابها على كافه تساؤلاتها وطعونها إجابات مقنعه ، وان الحجة قد أقيمت على بطون قريش تماما ( 373 ) ثم إن قريش تعرف محمدا ولم تعهد عليه

373 - لقد ساق اللّه سبحانه وتعالى في كتابه مطاعن بطون قريش بالنبي ، وبين اعتراضاتهم عليه ، ومطاعنهم في القرآن الكريم ، ثم فندها ، مطعنا بعد مطعن ، واعتراضا تلو اعتراض ، وأقام الحجة على إعلائه وبقيت الطعون والاعتراضات والردود الإلهية خالدة ، ليستوعب الجنس البشرى عامه والذين آمنوا خاصه ، الأساليب الملتوية لائمه الكفر .

116