نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 157
يعقوب النبي كان له اثنا عشر ابنا ، فغيب الله واحدا منهم ، فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه ، واحدودب ظهره من الغم ، وكان ابنه حيا في الدنيا ، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ( 74 ) . لم تكن ظروف الإمام زين العابدين تمكنه من المواجهة العسكرية للظالمين ، فاتخذ من الدعاء وسيلة لتربية الأمة روحيا وعقائديا ، فإذا جاءه مشهد هداه ، وإذا استعلمه متعلم علمه ، وإن أتيحت له فرصة قرع الناس الذين خذلوا أباه . طبقت سمعة الإمام الآفاق ، وملأت أخباره الأسماع والقلوب ، وقصده طلاب العلم لينهلوا من علم النبوة ، فانتشر علمه ، وتخرج على يديه كوادر علمية من شيعة أهل بيت النبوة ، ساهمت بترسيخ عدالة قضية أهل البيت وارتباطها الوثيق بدين الإسلام . ولما خرج عبد الله بن الزبير على الأمويين ، واستولى على الحجاز فترة ، وكان يحقد على آل محمد ، أراد أن يستأصلهم من الوجود ، فأحضر بني هاشم ، وجمع حطبا ، وصمم على أن يحرقهم جميعا أحياء ، ولولا نجدة جاءتهم لأحرقهم فعلا ، وأثناء تسلطه على الحجاز عكر صفو آل محمد عامة ، والإمام زين العابدين خاصة ، ولو استتب الحكم له لنكل بأهل بيت النبوة ، ولكن الأمويين هزموه . ولما انتصر الأمويون هالتهم المكانة التي يحتلها الإمام زين العابدين من قلوب الناس ، فأوجسوا منه خيفة ، وتأججت نيران حقدهم عليه ، فدس له الحاكم الأموي سليمان بن عبد الملك السم ، فقتله ، وبذلك انتهت حياة هذا الإمام ، الذي أثار عواطف المسلمين بحزنه العظيم ، وأدعيته المباركة ، وعلمه النافع ، وخلق فيهم إحساسا عميقا بالذنب ، وشعورا فائقا بالإثم ، ونبههم إلى الظلم الفظيع الذي لحق بأهل بيت النبوة .
157
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 157