نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 156
لقد سمع أهل الدنيا بأنباء مذبحة كربلاء ، وكيف أن الخليفة جهز جيشا ضخما لحرب رجل واحد هو الحسين بن الرسول ، ومعه أهل بيته وموالوه ، وكيف قتلهم شر قتله ، وأمر أن تداس جثثهم بسنابك الخيل ، وأخذ بنات النبي سبايا يدار بهن من بلد إلى بلد ، فمرغ الخليفة بذلك شرف العسكرية الإسلامية بالوحل ، وظهر على حقيقته سفاكا ومجرما لا خلاق له . وقد صدمت مجزرة كربلاء ضمير الأمة وأيقظته ، وهزت كيانها من الأعماق ، فاستفاقت من رقدتها ، لتجالد عدوها ، وأحيت فيها روح التضحية والفداء ، وتمخض عن ذلك ثورات متلاحقة على الظالمين ، منها : ثورة التوابين ( 69 ) ، وثورة أهل المدينة ( 70 ) ، وثورة المطرف بن المغيرة ( 71 ) ، وثورة ابن الأشعث ، وثورة زيد بن علي ( 72 ) . 3 - مواجهة التسعة المعصومين من أبناء الحسين . أولا - الإمام علي بن الحسين زين العابدين . عندما ولد علي بن الحسين ، سجد الإمام علي شكرا لله ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : " أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون " ( 73 ) . تربى الإمام زين العابدين في مدرسة الرسالة والنبوة ، وانتهى إليه علم النبوة كله ، وتوفرت فيه كل صفات الأئمة ، فكان الأعلم والأفهم بالدين ، والأكثر إحاطة بسنة سيد المرسلين ، والأقرب لرسول الله ، والأصلح من أهل زمانه . انتقلت إليه الإمامة بعد شهادة أبيه الحسين ، وقد شهد مذبحة كربلاء ، وكان مريضا لا يقوى على الحركة ، ورافق السبايا من بنات الرسول إلى دمشق ، ثم عاد إلى المدينة ، وقلبه الشريف مثخن بالجراح النازفة ، وحزنه على أبيه وأهل بيته يجري في عروقه جريان الدم ، لقد بكى عليهم عشرين عاما ، فما وضع بين يديه طعام حتى بكى ، قال له أحد مواليه يوما : أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ فأجابه الإمام : ويحك ، إن
156
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 156