نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 62
تتنافسون ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون ، ثم تتباغضون أو نحو ذلك ، ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين ، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض ) [1] . فالفتح أنتج ثقافة لم تكن يوما من أهداف الفتح ، وأيقظ غريزة العرب الجاهلية بعد ما سكنت بالتربية النبوية ، والطريق الذي انتهى بالتباغض - كما مر في الحديث السابق - ، امتد لينتهي بالبغي في حديث آخر يخبر فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغيب عن ربه ويقول : ( سيصيب أمتي داء الأمم ، الأشر والبطر ، والتكاثر ، والتشاحن ، والتباغض ، والتحاسد ، حتى يكون البغي ) [2] . والطريق إلى البغي كان عليه أمراء لا يمتازون إلا بالسواعد القوية ، وروي أن حذيفة قال لعمر بن الخطاب : ( إنك تستعين بالرجل الفاجر ، فقال له عمر : إني لأستعمله لأستعين بقوته ، ثم أكون على قفائه ) [3] ، وقال في فتح الباري : ( والذي يظهر من سيرة عمر في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد ، أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين فقط ، بل يضم إليه الذي عنده مزيد من المعرفة بالسياسة ، فلأجل هذا استخلف معاوية ، والمغيرة بن شعبة ، وعمروا بن العاص ، مع وجود من هو أفضل منهم في أمر الدين والعلم ) [4] . وذكر ابن حجر ( أن عمر ولى إياس بن صبيح القضاء في البصرة ، وكان إياس من أصحاب مسيلمة الكذاب ) [5] ، و ( كتب عمر إلى الأمراء أن يشاوروا طليحة بن خويلد ، وكان طليحة قد أسلم ثم ارتد ثم أسلم ، وكان قد ادعى النبوة ) [6] ، وروي أن ( ابن عدي الكلبي قال لعمر : أنا امرؤ نصراني ، فقال
[1] رواه مسلم ، الصحيح : 18 / 97 . [2] رواه الحاكم وصححه ، كنز العمال : 3 / 526 . [3] رواه أبو عبيد ، كنز العمال : 5 / 771 . [4] فتح الباري : 1 / 116 . [5] الإصابة : 1 / 120 . [6] البداية والنهاية : 7 / 130 .
62
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 62