نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 63
عمر : فما تريد ؟ ، قال أريد الإسلام ، فعرضه عمر عليه ، ثم دعا له برمح ، فعقد له على من أسلم ، وقال عوف بن خارجة : ما رأيت رجلا لم يصل صلاة أمر على جماعة من المسلمين قبله ) [1] . وإذا كان طريق البغي من علاماته التنافس والتحاسد والتدابر والتباغض ، فإنه يختزن في أحشائه معالم الضلال ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا ، حتى نشأ فيهم المولدون ، وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها ، فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا ) [2] ، فأبناء الأمم إذا لم يجدوا الرعاية والتربية الصحيحة ، أصبحوا من العوامل التي تساعد على الهدم ، وهؤلاء ترعرعوا في المسيرة الإسلامية تحت سقف الدولة الأموية ، ثم امتدوا بامتداد المسيرة ، وذكر الطبري : ( إن أول سبي قدم المدينة من العجم كان في عهد أبي بكر ) [3] ، وذكر البلاذري : ( إن معاوية حاصر قيسارية حتى فتحها فوجد من المرتزقة سبعمائة ألف ، ومن السامرة ثلاثين ألفا ، ومن اليهود مائتي ألف ) [4] ، فبعث إلى عمر عشرين ألفا من السبي [5] . فالطريق كان عليه ضعيف الإيمان ، وكان عليه أبناء الأمم ، وكان عليه أمراء التنافس والتحاسد ، والتدابر ، والتباغض ، والبغي ، وكان عليه المنافقون ، ومنهم اثنا عشر رجلا حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ، وعلى طريق كهذا ، لا نستبعد أن تضيع الصلاة ، وقد سجل حذيفة البادرة الأولى قبل وفاته ، فقال : ( ابتلينا ، حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا ) [6] ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر بالغيب عن ربه ، أن الصلاة في طريقها إلى الضياع ، فعن
[1] الإصابة : 1 / 116 . [2] رواه الطبراني ، كنز العمال : 1 / 181 . [3] تاريخ الأمم : 4 / 27 . [4] فتوح البلدان ، ص : 147 . [5] البداية والنهاية : 7 / 54 . [6] المصدر نفسه .
63
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 63