responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 57


وقال لأبي ذر : ( كيف أنت وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ ، اصبر حتى تلقوني ) [1] ، وقال : ( خذوا العطاء ما دام عطاء ، فإذا كان إنما هو رشى فاتركوه ، ولا أراكم تفعلون ، يحملكم على ذلك الفقر والحاجة ، ألا وإن رحى بني مرج قد دارت ، وإن رحى الإسلام دائرة ، وإن الكتاب والسلطان سيفترقان ، فدوروا مع الكتاب حيث دار . . ) [2] .
وذا كان الاجتهاد قد أخرج أهل البيت والجنود الذين شاركوا في المعارك من قسمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن الاجتهاد قد أخرج المؤلفة قلوبهم من القسمة التي قسمها الله تعالى .
ولقد ذكرنا من قبل أن الله - تعالى - هو الذي قسم الصدقات ، بين حكمها ، وتولى أمرها بنفسه ، ولم يكل قسمتها إلى أحد غيره ، وجزأها - سبحانه - ثمانية أجزاء ، لا تقبل تغيير المغير ، قال تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ) ( التوبة : 60 ) ، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم ، وهم صنفان : صنف كفار ، وصنف أسلموا على ضعف ، وذلك ليأمن شرهم وفتنتهم ، لأن من شأن الصدقة أنها تؤلف بين القلوب وتبسط الأمن ، وظل النبي ( ص يعطي هذا السهم للمؤلفة قلوبهم ليعاونوا المسلمين أو ليقوى إسلامهم ، حتى وفاته صلى الله عليه وآله وسلم .
وكان أبو سفيان [3] وابنه معاوية [4] من الذين أعطاهم النبي من سهم المؤلفة قلوبهم ، وروي ( أن عمرو بن العاص حين جزع عن موته ، فقيل له :
قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدينك ويستعملك ، فقال : أما - والله - ما أدري أحبا



[1] رواه أحمد وأبو داود وابن سعد ، كنز العمال : 4 / 373 ، 374 .
[2] رواه الطبراني عن معاذ ، وابن عساكر عن ابن مسعود ، وأبو داود عن أبي مطير باختصار ، كنز 1 / 216 ، وأبو داود حديث رقم 2958 .
[3] أنظر : صحيح مسلم : 7 / 156 ، البداية والنهاية : 4 / 359 ، كنز العمال : 9 / 176 .
[4] أنظر : البداية والنهاية : 4 / 359 .

57

نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست