نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 45
بمساجد الجماعات ومحافل القبائل من العوام والرعاع أكثر جسارة على وضع الحديث ) [1] ، كما وضعوا أحاديث تنافي عصمة الأنبياء ، فجعلتهم يخطئون ، ونسبوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يسب ويلعن ويجلد بغير سبب ، ونسبوا إليه أنه كان يسهو في الصلاة ، وأنه كان ينسى آيات القرآن الكريم ، وأرادوا من وراء تجريد النبي من العصمة أن يبرروا أخطاء الأمراء الذين جلدوا الشعوب وضيعوا الصلاة ، وأن يعطوا للذين لعنهم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم جواز المرور لتولي المراكز القيادية . ووضع القصاصون أحاديث تحمل بصمة أهل الكتاب ، وألصق بالتفسير روايات وقصص لا يتصورها عقل ، ولا يجوز أن يفسر بها كتاب الله ، ووضعوا في هذه الأحاديث أن الله يشغل حيزا من المكان ، ويضحك ، وينتقل من مكان إلى آخر ، وأنه يتألف من أعضاء ، وهو عبارة عن هيكل مادي ، وعين ويد وأصابع وساق وقدم . وبالجملة ، كان القص وراء تغييب العقل ووطئه بالأقدام ، وتحت سقفه اختل منهج البحث ومنهج التفكير ومنهج الاستدلال ، وعلى موائده لا تظهر القراءة النقدية المتفحصة التقييمية إلا بعد عناء شديد ، وكان القص وراء إهمال الواجبات ، والتسامح في المحرمات ، والتهاون بالسنن والمستحبات ، وكان البذرة الأولى لظهور المبادئ والمنظمات الباطلة التي وضعت القوانين على طبق أهوائهم وآرائهم ، وعلى هذه المبادئ انقسمت الأمة إلى قوافل ، وكل قافلة تتولى حزبا وتدعمه ، لأنها تميل إلى قوانينه ، وتحب القائمين عليه ، وعلى رؤوس الجميع الحجة قائمة . والله - تعالى - ينظر إلى عباده كيف يعملون . 2 - الخفوت والظهور وكان من آثار عدم الرواية التعتيم على أهل البيت ، وذلك لأن الأمر بحرق الكتب أطاح بالعديد من الأحاديث التي تبين منزلة أهل البيت