نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 20
فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها ، فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا ، فقال الذين في أسفلها : فإننا ننقبها من أسفلها فنستقي ، فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا ، وإن تركوهم غرقوا جميعا ) [1] . كانت هذه بعض تعاليم النبوة لمواجهة الظلم والجور في وقت ما على امتداد المسيرة ، أما بعد استفحال الظلم والجور ، نتيجة للثقافات التي عمل منها المنافقون وأهل الكتاب غثاء مهمته النباح تأييدا للجلادين ، والتصفيق للزبانية ومصاصي الدماء ، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما ترون إذا أخرتم إلى زمان حثالة من الناس ، قد مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا ، وكانوا هكذا ( وشبك بين أصابعه ) ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون ، ويقبل أحدكم على خاصة نفسه ، ويذر أمر العامة ) [2] ، وفي رواية : اتق الله عز وجل ، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر ، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم ) [3] . وبالجملة ، بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن صنفا من الناس سيحرص على الإمارة من بعده ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستصير حسرة وندامة يوم القيامة ، نعمت المرضعة وبئست الفاطمة ) [4] . نعم المرضعة : لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية ، وبئست الفاطمة : أي بعد الموت لأن صاحبها يصير إلى المحاسبة . قال صلى الله عليه وآله وسلم ( ليتمن أقوام ولوا هذا الأمر ، أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يولوا شيئا ) [5] ، وليس معنى هذا أن الإسلام لا يعترف بالقيادة والإمارة ، فالإسلام يقوم على
[1] رواه أحمد والبخاري ، الفتح الرباني : 19 / 177 ، والترمذي وصححه ، الجامع : 4 / 470 . [2] رواه الطبراني ، وقال الهيثمي : رجال ثقات ، الزوائد : 7 / 279 . [3] رواه أحمد ، وإسناده صحيح ، الفتح الرباني : 23 / 12 . [4] رواه أحمد ، الفتح الرباني : 23 / 22 ، والبخاري ، الصحيح : 4 / 235 . [5] رواه أحمد ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات ، الفتح الرباني : 23 / 23 .
20
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 20