نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 13
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان ) [1] ، وقال : ( إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون ) [2] ، وقال : ( إن كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيصير منافقا ، وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات ) [3] . والطريق من توضيح النبي للفتن وهي في بطن الغيب إلى ظهور الفتن في عالم المشاهدة ، طريق يخضع للبحث ، بهدف اتقاء الفتن المهلكة ، وحصار وقودها في دائرة الذين ظلموا خاصة ، وعدم البحث في هذا الطريق يفتح أبوابا عديدة ، منها مشاركة الذين ظلموا إذا رضي عن فعلهم ، لأن الراضي عن فعل قوم كالداخل معهم ، وقد جاء في الحديث الشريف : ( المرء مع من أحب ) [4] ، وكما أن عدم البحث يلقي بالحاضر على الماضي ، فكذلك يلقي به على ما يستقبله من فتن مهلكة . عن حذيفة أنه قال : ( تعرض الفتن على القلوب ، فأي قلب أنكرها نكتت في قلبه نكتة بيضاء ، وأي قلب لم ينكرها نكتت في قلبة نكتة سوداء ، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا ، لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخرة أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب في هواه ) [5] . وما زالت في بطن الغيب أحداث وأحداث ، لا ينجو منها العالم إلا بعلمه ، وكذلك فإن هناك أحداثا إذا جاءت لا ينفع نفسا إيمانها يومئذ ، لأنها لم تبحث على امتداد الطريق فأنتج ذلك عدم معرفة الحق على امتداد الطريق ، ولما كان الحق عند هذه النفس يخضع لتحديد الأهواء ، تسقط النفس في سلة الدجال التي تحتوي على جميع الأهواء ، وما يستقبل الناس من آيات كبرى ، جاء في قوله تعالى :
[1] رواه البخاري ، الصحيح : 4 / 230 . [2] المصدر نفسه . [3] رواه أحمد وإسناده جيد ، الفتح الرباني : 19 / 173 . [4] رواه البخاري ، الصحيح : 4 / 77 . [5] رواه الإمام أحمد والحاكم وصححه ، كنز العمال : 11 / 119 .
13
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 13