responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 11


وجانب الحرام ، بما أودعه الله فيهم من الفطرة ، ولأن الله - تعالى - ، وهو العليم المطلق ، يعلم مصير هذه المقدمة وما يترتب عليها من نتائج ما زالت في بطن الغيب ، يخبر - سبحانه - على لسان الأنبياء والرسل بما ينتظر الناس من نتائج ، لكي يأخذوا بأسباب الهدى ويتجنبوا أسباب الضلال ، وباختصار :
فإن من أخذ بأسباب الدجال سقط في سلته ، وهوى في نار جهنم يوم القيامة ، ومن أخذ بأسباب الهدى شرب من حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
إن الله - تعالى - يمتحن الناس بأخذهم الأسباب ، وهم تحت مظلة الامتحان والابتلاء يتمتعون بحرية الأخذ بها ، وكل مسيرة - على امتداد الزمان - يتخللها ماض وحاضر ومستقبل ، والماضي يحمل دائما في أحشائه الزاد ، ومهمة الحاضر أن يستمد منه أسباب ، والهدى ، وينطلق بها إلى المستقبل ، فمن أدركه الموت وهو على هدى ، بعثة الله على نفس السبب ، وكل إنسان سيصل إلى ما هاجر إليه ، وإن أخبار الغيب التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كشفت المسيرة ، وظهر ما في بطونها من زاد الماضي ، وإذا وقف الحاضر أمام هذا الزاد ثم رجع القهقري بتحليل الحوادث التاريخية ، يصل إلى المقدمة في الماضي البعيد ، فإذا أمعن النظر فيها وجد أنها تحتوي على أصول القضايا وأعراقها التي يراها في حاضره فكما تكون المقدمة تكون النتيجة ، الدعوة الإلهية الخاتمة أمرت باتقاء الفتن ، وهذا لا يتحقق إلا بالبحث في أصول القضايا ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون * واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) ( الأنفال : 24 - 25 ) ، النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أن الحاضر إذا رضي بانحراف الماضي ، شارك بالمشاهدة وإن لم يحضر ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا علمت الخطيئة في الأرض ، كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ) ( [1] .



[1] رواه أبو داود ، حديث رقم 4345 .

11

نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست