نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 10
الموجودة في القرآن تستند إلى حقيقة واحدة هي التوحيد ، ولقد وصف الله - تعالى - القرآن بالحكيم ، لأنه كتاب لا يوجد فيه نقطة ضعف أو لهو حديث ، ولا انحراف فيه في جميع الأحوال ، كما لا يوجد فيه أي اختلاف وفي هذا دليل على أنه منزل من الله تعالى ، لأن أقوال الناس لا تخلو - في المراحل المختلفة - من الاختلاف والانحراف ولهو الحديث ونقاط الضعف ، وعجز الناس على الإتيان بمثل القرآن دليل على إعجازه ، وعجز المشركين عن معارضته دليل على التوحيد ، وخضوع الأعناق للقرآن يعني أن إسناده إلى الله - تعالى - يحتاج إلى دليل سوى القرآن نفسه . وفي عهد البعثة كان القرآن الملجأ الوحيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يقيم حجته على الناس ، ولقد بين لهم النبي الخاتم ما أنزل إليهم من ربهم على امتداد البعثة ، وألزم القرآن الناس بأن يكون لهم في النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة ، وجعل اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شرطا في حب الله ، ولقد بين القرآن والسنة - منذ اليوم الأول للمسيرة - أن كل رأي ديني يجب أن ينتهي إلى القرآن الكريم ، حتى لا يتمكن الأجانب من نشر الأباطيل بين المسلمين ، كما بين القرآن والسنة أن كتاب الله لا يقبل النسخ والإبطال والتهذيب والتغيير ، وأن أي تعطيل سيفتح الطريق أمام سنن الأولين . 2 - الإخبار بالغيب عن الله من لطف الله - تعالى - بعبادة أنه أخبر على لسان الأنبياء والرسل بالغيب ، فأخبر بما ينتظر الإنسان في اليوم الآخر حيث أهوال القيامة ولهيب النار ونعيم الجنة ، وأخبر بأساليب الشيطان وإلقاءاته إلى قيام الساعة ، كما أخبر بمضلات الفتن ، مقدماتها ونتائجها ، وأخبر بالأمور العظيمة التي ما زالت في بطن الغيب ، والإخبار بالغيب حجة بذاته ، وبه يمتحن الله - تعالى - عبادة ، قال عز وجل : ( ليعلم الله من يخافه بالغيب ) ( المائدة : 94 ) ، وقال : ( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) ( الحديد : 25 ) . وإن أي حدث لا بد أن تكون له مقدمة يترتب عليها نتيجة ، والناس عند صنعهم لمقدمة الحدث ، كبيرا كان أو صغيرا ، يعلمون جانب الحلال فيه
10
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 10