والجماعة » في صحاحهم وما يعتقدونه في صاحب الرسالة ( عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام ) . ونحن نقول لأهل السنّة والجماعة : إذا كان هذا هو ديدنكم ، وهذا هو اعتقادكم في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكيف تدعون التمسّك بسنّته ، وسنته عندكم وعند أسلافكم غير معصومة ، بل غير معلومة ولا مكتوبة ( 1 ) ؟ على أننا نردُّ على هذه المزاعم والأكاذيب وندحضها من نفس كتبكم وصحاحكم ( 2 ) . فهذا الإمام البخاري يخرج في صحيحه من كتاب العلم ، وفي باب كتابة العلم ، عن أبي هريرة قال : ما من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أحد أكثر حديثاً عنه منّي ، إلاّ ما كان من عبد الله بن عَمْرو فإنّه كان يكتُبُ ولاَ أكتُبُ ( 3 ) . ويستفاد من هذه الرواية بأنّ هناك من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من كان يكتب أحاديثه ، وإذا كان أبو هريرة يروي أكثر من ستّة آلاف حديث عن النبيّ شفاهياً ، فإنّ عبد الله بن عمرو بن العاص فاق هذا العدد كتابياً ، ولذلك
1 - لأنّ تدوين السنّة النبويّة تأخّر إلى زمن عمر بن عبد العزيز أو بعده ، أمّا الخلفاء والحكّام الذين حكموا قبله فقد أحرقوها ومنعوا من كتابتها والتحدّث بها ( المؤلّف ) . 2 - الغريب أنّ أهل السنّة كثيراً ما يروون الحديث ونقيضه في نفس الكتاب ، والأغرب من ذلك أنّهم كثيراً ما يعملون بما هو مكذوب ، ويهملون ما هو صحيح ( المؤلّف ) . 3 - صحيح البخاري 1 : 36 ( كتاب العلم ، باب كتابة العلم ) .