اعترف أبو هريرة بأنّ عبد الله بن عمرو أكثر منه أحاديث عن النبيّ لأنّه كان يكتب ، ولا شكّ بأنّ هناك في الصحابة كثيرين ممّن كانوا يكتبون عن النبيّ أحاديثه ، ولم يذكرهم أبو هريرة لعدم اشتهارهم بكثرة الرواية عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وإذا أضفنا إلى هؤلاء الإمام علي بن أبي طالب الذي كان ينشر من فوق المنبر صحيفة يسمّيها الجامعة ، جمع فيها كلّ ما يحتاجه الناس من أحاديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد توارثها الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) وكثيراً ما تحدّثوا عنها . فقد قال الإمام جعفر الصادق : « إنّ عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعاً ، إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخط علي بيده ، ما من حلال ولا حرام وما من شيء يحتاج إليه الناس ، وليس قضية إلاّ وهي فيها حتى أرش الخدش » ( 1 ) . وقد أشار البخاري نفسه في صحيحه إلى هذه الصحيفة التي كانت عند علي في عدّة أبواب من كتابه ، ولكنّه وكما عوّدنا البخاري فإنّه بتر الكثير من خصائصها ومضمونها . قال البخاري في باب كتابة العلم : عن الشعبي ، عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي : هل عندكم كتاب ؟ قال : « لا إلاّ كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجلا مسلماً ، أو ما في هذه الصحيفة » . قال : قلت : وما في هذه الصحيفة ؟