في مسألة الخلافة هو التسليم بالأمر الواقع ، دون تأييد أو خروج عليه » ( 1 ) . ولكنّ الواقع أنّ « أهل السنّة » يؤيّدون أيضاً ، فقد ذكر أبو يعلى الفرّاء عن الإمام أحمد بن حنبل قوله : « إنّ الخلافة تثبت بالغلبة والقهر ، ولا تفتقر إلى العقد » . وقال في رواية عبدوس بن مالك العطّار : « من غلب بالسيف حتى صار خليفة وسمّي أمير المؤمنين ، فلا يحلّ لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً براً كان أم فاجراً » . واحتجّ بقول عبد الله بن عمر : « نحن مع من غلب » ( 2 ) . وبذلك أصبح « أهل السنّة والجماعة » رهينة هذه البدعة - بدعة ولاية العهد - فهم يبايعون الغالب والمتغلّب بقطع النظر عن ورعه وتقواه وعلمه ( براً كان أم فاجراً ) ، والدليل على أنّ أغلب الصحابة الذين قاتلوا مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معاوية بن أبي سفيان في عدّة غزوات ، بايعوه فيما بعد على أنّه أمير للمؤمنين ، كما قبلوا بخلافة مروان بن الحكم الذي سمّاه رسول الله « الوزغ » ( 3 ) وطرده من المدينة وقال : « لا يساكنني حياً ولا ميتاً » ( 4 ) . بل قبلوا بخلافة يزيد بن معاوية ، وبايعوه بإمارة المؤمنين ، ولمّا ثار عليه الحسين سبط النبيّ قتلوه وأهل بيته ; لتثبيت ملك يزيد وتصحيح خلافته ، وذهب علماؤهم إلى القول بأنّ الحسين قتل بسيف جدّه ، ومنهم من يكتب