ولست مبالغاً إذا قلت بأنّ أكثريّة الصحابة لم يكونوا بعيدين عن النفاق بما قرّره كتاب الله في العديد من الآيات ، وبما قرّره رسول الله في العديد من الأحاديث . فمن كتاب الله قوله تعالى : * ( بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) * ( 1 ) . وقوله : * ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً ) * ( 2 ) . وقوله : * ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ ) * ( 3 ) . وقوله : * ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ) * ( 4 ) . وتجدر الإشارة بأنّ بعض العلماء من « أهل السنّة والجماعة » يحاولون جهدهم تغطية الحقائق ، فيفسّرون « الأعراب » بأنّهم ليسوا من الصحابة ، وإنّما هم سكان البادية من أطراف الجزيرة العربية . ولكنّنا وجدنا عمر بن الخطّاب عندما أشرف على الموت أوصى إلى الخليفة من بعده قائلا : وأُوصيه بالأعراب خيراً فإنّهم أصل العرب ومادة الإسلام ( 5 ) . فإذا كان أهل العرب ومادة الإسلام هم أشدّ كفراً ونفاقاً ، وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليهم حكيم ، فلا قيمة لقول « أهل السنّة والجماعة » بأنّ الصحابة كلّهم عدول .