ولمزيد البيان ، وحتى يتحقّق الباحث بأنّ الأعراب هم أنفسهم عامة الصحابة ، فقد جاء في القرآن الكريم بعد ذكر الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً ، قال سبحانه : * ( وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَات عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) * ( 1 ) . أمّا ما قرَّره رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في السنّة النبوية الشريفة فقوله : « يؤخذ بأصحابي إلى النار ، فأقول : يا ربِّ هؤلاء أصحابي ! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً لمن بدل بعدي ولا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم » ( 2 ) . إلى أحاديث أُخرى كثيرة ضربنا عنها صفحاً من أجل الاختصار ، وليس هدفنا البحث في حياة الصحابة لكي نطعن بعدالتهم ، فالتاريخ كفانا مؤونة ذلك ، وشهد على البعض منهم بالزنا ، وشرب الخمر ، وشهادة الزور ، والارتداد ، وارتكاب الجرائم بحقّ الأبرياء ، وخيانة الأُمّة ، ولكن نريد فقط أن نبرز بأن مقولة عدالة الصحابة كلّهم هي خرافة وهمية جاء بها « أهل السنّة والجماعة » ليستروا على سادتهم وكبرائهم من الصحابة الذين أحدثوا في دين الله ، وغيّروا أحكامه ببدع ابتدعوها ، ولنكشف ثانية بأنّ « أهل السنّة الجماعة » باعتناقهم عقيدة « عدالة الصحابة أجمعين » قد أظهروا هويّتهم الحقيقية ، ألا وهي مودّة المنافقين ، والاقتداء ببدعهم التي أحدثوها ليرجعوا بالناس إلى الجاهلية .
1 - التوبة : 99 . 2 - صحيح البخاري 7 : 209 ( كتاب الرقاق ، باب الحوض ) بألفاظ مختلفة .