أنت منافق فلا أقبل منك إسلامك ! ولذلك أيضاً نجد النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسمّي المنافقين - ب « أصحابي » - وهو يعلم نفاقهم ، وإليك الدليل : أخرج البخاري بأنّ عمر بن الخطّاب طلب من النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يضرب عنق عبد الله بن أُبيّ المنافق فقال : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ! فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « دعه لا يتحدّث الناس بأنّ محمّداً يقتل أصحابه » ( 1 ) . وقد يحاول بعض العلماء من « أهل السنّة والجماعة » إقناعنا بأنّ المنافقين كانوا معروفين فلا نخلطهم بالصحابة ، و هذا أمر مستحيل لا سبيل إليه ، بل المنافقون هم من جملة الصحابة الذين لا يعلم خفاياهم إلاّ الله سبحانه ، وقد كانوا يصلّون ويصومون ويعبدون الله ، ويتقرَّبون إلى النبيّ بكلّ الوسائل ، وإليك الدليل : أخرج البخاري في صحيحه بأنّ عمر بن الخطّاب طلب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرّة أُخرى أن يأذن به بضرب عنق ذي الخويصرة عندما قال للنبي : أعدل ! ولكنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعمر : « دعه فإنّ له أصحاباً يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية » ( 2 ) .
1 - صحيح البخاري 6 : 65 ، ( كتاب فضائل القرآن ، سورة المنافقين ) . 2 - صحيح البخاري 4 : 179 ( كتاب بدء الخلق ، باب كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تنام عينه ولا ينام قلبه ) ، صحيح مسلم 3 : 112 ( كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم ) .