وأنّ الصحبة لا تُعطي لصاحبها منقبة إلاّ إذا كان أهلا لهذه المنقبة ، وكان لديه الاستعداد للقيام برسالة صاحب الشريعة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ منهم المعصومين كالأئمة الذين نعموا بصحبة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كعلي وابنيه ( عليهم السلام ) . ومنهم العدول ، وهم الذين أحسنوا الصحبة لعلي بعد انتقال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الرفيق الأعلى . ومنهم المجتهد المصيب ، و منهم المجتهد المخطئ ، ومنهم الفاسق ، ومنهم الزنديق وهو أقبح من الفاسق و أشدّ نكالا ، ويدخل في دائرة الزنديق المنافقون والذين يعبدون الله على حرف ، كما أنّ منهم الكفّار ، وهم الذين لم يتوبوا من نفاقهم والذين ارتدّوا بعد الإسلام . ومعنى هذا أنّ الشيعة - وهم شطر عظيم من أهل القبلة - يضعون جميع المسلمين في ميزان واحد ، ولا يفرّقون بين صحابي وتابعي ومتأخّر ، وأنّ الصحبة في ذاتها ليست حصانة يتحصّن بها من درجة الاعتقاد . وعلى هذا الأساس المتين أباحوا لأنفسهم - اجتهاداً - نقد الصحابة ، والبحث في درجة عدالتهم ، كما أباحوا لأنفسهم الطعن في نفر من الصحابة أخلّوا بشروط الصحبة ، وحادوا عن محبة آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . كيف لا ، وقد قال الرسول الأعظم : « إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ; كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » . وعلى أساس من هذا الحديث ونحوه ، يرون أنّ كثيراً من الصحابة خالفوا هذا الحديث باضطهادهم لآل محمّد ، ولعنهم لبعض أفراد هذه العترة ،