آثارها إلى اليوم . ولذلك أعتقد بأنّ عبد الله بن عمر قد شارك معاوية في كلّ ما ارتكبه من جرائم وموبقات وآثام ، لأنّه شيّد ملكه ، وأعانه على التسلّط والاستيلاء على الخلافة التي حرّمها الله ورسوله على الطلقاء وأبناء الطّلقاء ، كما ورد ذلك في الحديث الشريف . ولم يكتفِ عبد الله بن عمر بذلك فحسب ، بل سارع لبيعة يزيد بن معاوية ، يزيد الخمور والفجور ، والكفر والفسوق ، الطّليق ابن الطّليق ، واللّعين ابن اللّعين . وإذا كان عمر بن الخطّاب كما ذكره ابن سعد في طبقاته يقول : « لا تصلح الخلافة لطليق ، ولا لولد طليق ، ولا لمسلمة الفتح » ( 1 ) ، فكيف يخالف عبد الله أباه في هذا المبدأ الذي سطّره من قبل ؟ ! وإذا كان عبد الله بن عمر يخالف كتاب الله وسنّة رسوله في أمر الخلافة ، فلا نستغربُ أن يعمل بعكس رأي أبيه . ثمّ هل لنا أن نسأل عبد الله بن عمر : أيّ إجماع وقع على بيعة يزيد بن معاوية ، وقد نبذه صلحاء الأُمّة وبقيّة المهاجرين والأنصار ، ومنهم سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عبّاس ، وكلّ من سار معهم ورأى رأيهم ؟ والمعروف أنّه هو نفسه كان من المعارضين لبيعة يزيد في البداية ، ولكنّ
1 - الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 342 ، تاريخ دمشق 59 : 145 ، أُسد الغابة 4 : 387 .