يمكن لنا أن نسمّيه سيف الله . ويحقّ لنا أن نسأل متى لقّبه رسول الله بذلك ، هل سمّاه سيف الله عندما قتل أهل مكّة يوم الفتح ، وقد عرفنا بأنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهاه عن القتال ؟ ! أمْ عندما بعثه مع سرية زيد بن حارثة إلى مؤتة وقال : إذا قتل زيد ، فجعفر بن أبي طالب ، وإذا قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، ولم يعيّنه حتّى في المرتبة الرابعة لقيادة الجيش ، وبعد مقتل الثلاثة لاذ خالد بالفرار من المعركة بمن بقي من الجيش ؟ ! أم لقّبه بسيف الله عندما خرج معه إلى غزوة حنين التي صحبه فيها اثني عشر ألف مقاتل ، فأعطى الأدبار وولى هارباً تاركاً رسول الله في المعركة ، ومعه اثنا عشر رجلا ؟ وإذا كان الله يقول : * ( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَال أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَب مِنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) * ( 1 ) . فكيف يسمحُ لسيفه بالهروب ؟ إنّه حقّ أمر عجيب ! وأنا أعتقد أنّ خالداً لم يكن يعرف هذا اللّقب في حياة النبيّ أصلا ، ولم يقله رسول الله أبداً ، وغاية ما هناك أنّ أبا بكر هو الذي أعطى لخالد هذا الوسام عندما بعثه لإسكات الثائرين عليه من أجل الخلافة ، وفعل بهم ما فعل ، ونقم عليه عمر بن الخطّاب وقال لأبي بكر : « إنّ سيف خالد لرهقاً » وهو أعرف الناس به وأقربهم إليه ، عند ذلك قال أبو بكر لعمر : إنّ خالداً