التأثير النفسي على الناس وكيف يحجُبُهم عن الحقّ ، ومن هذا نفْهمُ بأنّ « أهل السنّة والجماعة » غلّفُوا الصحابة بهالة من الأحاديث المكذوبة ، أكسبتهُم حصانةً وقداسة في نفوس الغافلين ، فلم يعودوا يتقبّلون فيهم نقد الناقدين ولومة اللاّئمين . وإذا اعتقد المسلمُ بأنّ هؤلاء بشَّرَهم رسول الله بالجنّة ، فلا يتقبّل بعد ذلك فيهم أيّ قول ، وكل ما فعلوه يهون ويلتمس لهم فيه أعذارٌ أو تأويلاتٌ ، هذا إذا لم يغلق الباب من أوّله . ولذلك وضعوا لكلِّ واحد من كُبرائهم لقباً نسبوه للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; فهذا صديقٌ ، وهذا فاروقٌ ، وهذا ذو النورين ، وهناك حبّ رسول الله ، وهناك حواري رسول الله ، وهناك حبيبة رسول الله ، وهناك أمين الأُمّة ، وهناك راوية الإسلام ، وهناك كاتب الوحي ، وهناك صاحب النعلين ، وحجام الرسول ، وسيف الله المسلول ، وغير ذلك . وكلّها في الحقيقة لا تْسمن ولا تغني من جوع في ميزان الحقّ عند الله ، إنْ هي إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ، إنّما الذي ينفعُ عند الله ويضرّ هو الأعمال . والتاريخ هو خير شاهد على الأعمال ، وبها نُقيّم شخصية الإنسان وقيمته ، ولا نقيّم الإنسانَ ممّا يقالُ فيه كذباً وبهتاناً . وهي بالضبط مقولة الإمام علي : « اعرف الحقّ تعرف أهله » ( 1 ) وبما أنّنا درسنا التاريخ ، وعرفنا ما فعله خالد بن الوليد ، وعرفنا الحقّ من الباطل ; فلا