صواباً فمن الله ، وإن يك خطأ فهو منّي ومن الشيطان ( 1 ) . كيف لا تعجب من خليفة المسلمين الذي يُسأل عن حكم الكلالة التي أوضحها الله في كتابه وبينها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سنّته ، فيترك الكتاب والسنّة ويقول فيها برأيه ، ثمّ يعترف بأنّ الشيطان قد يستحوذ على رأيه ، وهذا ليس بغريب على خليفة المسلمين أبي بكر ، فقد قال غير مرّة : « إنّ لي شيطاناً يعتريني » ( 2 ) . وقد قرّر علماء الإسلام بأنّ من قال في كتاب الله برأيه فقد كفر ، كما عرفنا بأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما كان يقول برأي ولا بقياس . أضف إلى ذلك أنّه كان يقول : « لا تحملوني على سنّة نبيّكم فإنّي لا أُطيقها » ( 3 ) فإذا كان أبو بكر لا يطيق سنّة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكيف يدّعي أتباعه وأنصاره أنّهم « أهل السنّة » ؟ ! ولعلّه لا يُطيقها لأنّها تذكّره بإنحرافه وبُعده عن صاحب الرسالة ، وإلاّ كيف نُفسّر قول الله تعالى : * ( مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ) * ( 4 ) وقوله : * ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) * ( 5 ) وقوله : * ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ
1 - سنن الدارمي 2 : 366 ، السنن الكبرى للبيهقي 6 : 223 ، تفسير ابن كثير 1 : 470 . 2 - المصنّف لعبد الرزاق 11 : 336 ح 20701 ، كنز العمال 5 : 590 ح 14050 ، تاريخ دمشق 30 : 303 ، البداية والنهاية 6 : 334 . 3 - في مسند أحمد 1 : 14 بلفظ : « ولئن أخذتموني بسنّة نبيكم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أطيقها » ، وصرّح محقّق الكتاب العلاّمة أحمد محمّد شاكر بصحّته . 4 - الحج : 78 . 5 - البقرة : 185 .