في الشريعة بنصوص القرآن والسُنّة ولم يضطرّوا لغيرها ، وذلك على الأقل طيلة ثلاثة قرون حياة الأئمّة الاثني عشر . أمّا « أهل السنّة والجماعة » فقد اضطرّوا للاجتهاد والقياس وغير ذلك ; لفقدان النصوص وجهل أئمّتهم من أيّام الخلافة الأُولى . وإذا كان الخلفاء عندهم قد عمدُوا لحرق النصوص النبويّة والعمل على منعها وكتمانها . وإن كان كبيرهم يقول : حسبنا كتاب الله ، ضارباً بالسنّة النبويّة عرض الجدار ، فمن الطبيعي جداً أن يفتقروا إلى النصوص المبيّنة لأحكام القرآن نفسه . فكلّنا يعلم بأنّ أحكام القرآن الظاهرية قليلة جداً ، وهي في عمومها تفتقرُ إلى بيان النبيّ ، ولذلك قال تعالى : * ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) * ( 1 ) . وإذا كان القرآن يفتقرُ للسنّة النبويّة لتبيّن أحكامه ومقاصده . وإذا كان أقطاب « أهل السنّة والجماعة » قد أحرقوا السنّة المبيّنة للقرآن ، فلم يبقَ عندهم بعدها نصوصٌ لا لبيان القرآن ولا لبيان السنّة نفسها . فلا بدّ والحال هذه أن يعمدوا للاجتهاد والقياس واستشارة العلماء عندهم ، فيأخذوا بالاستحسان ، وبما يرون فيه مصلحتهم الوقتية . ومن الطبيعي جداً أن يحتاجوا إلى كلّ ذلك لفقد النصوص ، ويضطرّوا إليه اضطراراً .