والأئمّة الذين اصطفاهم الله سبحانه لختم الرسالة المحمّدية هم أئمّة الهدى من عترة النبيّ ، وكلّهم من آل إبراهيم ذرية بعضها من بعض ، هؤلاء هم الذين أشار إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله : « الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش » ( 1 ) . ولكلّ زمان إمامٌ معلوم ، فمن ماتَ ولم يعرف إمام زمانه ماتَ ميتة جاهلية . والله سبحانه وتعالى إذا اصطفى إماماً طهّرهُ وعَصَمهُ وعلّمهُ فلا يؤتي الحكمة إلاّ لأهلها ومُستحقّيها . وإذا رجعنا إلى أصل الموضوع ، وهو معرفة الإمام كلّ ما يحتاج إليه الناس من أحكام الشريعة ، من خلال النصوص التي جاءت في الكتاب والسُنّة ، والتي تُواكبُ مسيرة البشريّة إلى قيام الساعة ، فإنّنا لا نجدُ في الأُمّة الإسلامية من ادّعى ذلك غير أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين صرّحوا عديد المرّات بأنّ عندهم الجامعة ، وهي من إملاء رسول الله وخطّ علي بن أبي طالب ، وفيها كلّ ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش . وقد أشرنا إلى هذه الصحيفة الجامعة التي كان يحملها عليٌّ معه ، وقد أشار إليها البخاري ومسلم في صحيحيهما ، ولا يمكنُ لأيّ واحد من المسلمين تكذيب ذلك . وعلى هذا الأساس فإنّ الشيعة الذين انقطعوا لأئمّة أهل البيت حكموا
1 - مضى الكلام حوله في صفحات سابقة . وفي بعض الروايات كلّهم من بني هاشم بدلا من قريش ، وسواء أكان من بني هاشم أم من قريش فكلّهم من آل إبراهيم كما هو معلوم .