responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 235


وإذا سلّمنا بأنّ الله سبحانه بيّنَ كلّ شيء إلى رسوله ليُبيّنَ للنّاس ما نُزّل إليهم ، فلا بدّ أن نُسلّم بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد بيّنَ كلَّ شيء ، ولم يترك شيئاً يحتاجه الناس إلى يوم القيامة إلاّ وأعطى فيه حُكماً .
وإذا لم يصلنا ذلك البيانُ أو لم نعرفه نحنُ اليوم ، فذلك ناتجٌ عن قصورنا وتقصيرنا وجهلنا ، أو هو ناتجٌ عن خيانة الواسطة التي بيننا وبينه ، أو هو ناتجٌ عن جهل الصحابة وعدم وعيهم لما بيّنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ولكنّ الله سبحانه وتعالى جلّتْ حكمته يعلم أنّ كلّ هذه الاحتمالات ممكنة أو واقعة فلا يترك شريعته تضيع ، فاصطفى من عباده أئمّةً أورثهم علم الكتاب وتبيانه ، لكي لا يكون للنّاس على الله حجّة ، قال تعالى : * ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) * ( 1 ) .
ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيّن للنّاس ما يحتاجون إليه ، واختصّ وصيّه علياً بكلّ ما يحتاجه الناس بعده إلى قيام الساعة ، وذلك للمزايا التي كان يتمتّع بها علي من بين الأصحاب جميعاً ، من ذكاء مفرط ، وفهم حادٍّ ، وحفظ قوي ، ووعي لكلّ ما يسمع ، فعلّمه النبيّ كلّ ما يعلم ، وأرشد الأُمّة إليه على أنّه بابه الذي منه يُؤتَى .
وإذا قال قائلٌ بأنّ رسول الله بعثه الله للنّاس كافّة ، فليس من حقّه أن يختصّ بالعلم أحدهم ويحرم الآخرين !
قُلنا : ليس لرسول الله في ذلك الأمر شيء ، إنّما هو عبدٌ مأمورٌ ينفّذُ ما يوحى إليه من ربّه ، فالله هو الذي أمره بذلك ، لأنّ الإسلام هو دين التوحيد


1 - فاطر : 32 .

235

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست