كلّ ما قالوه هو سنّة جدّهم رسول الله ، تعلّموها منه واحتفظوا بها كي يظهروها للنّاس إذا اقتضت الحاجة ذلك . أمّا « أهل السنّة والجماعة » فقد حفلت كتبهم بالاستدلال بسنّة أبي بكر وسنّة عمر كمصدر للتشريع الإسلامي ولو خالفت الكتاب والسنّة . وممّا يزيدنا يقيناً بأنّ أبا بكر وعمر غير مقصودين بحديث النبيّ ; أنّ عليّاً رفض أن يحكم بسنّتهم عندما اشترط عليه الصحابة ذلك . فلو كان الرسول يقصد بالخلفاء الراشدين أبا بكر وعمر لما جاز لعلي أن يردّ على رسول الله ويرفض سنّتهم ، فدلّ الحديث على أنّ الخلفاء الراشدين ليس منهم أبو بكر ولا عمر . على أنّ « أهل السنّة والجماعة » يقصدون بالخلفاء الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان دون سواهم ; لأنّ علياً لم يكن معدوداً عندهم من الخلفاء ، وإنّما أُلحقَ في زمن متأخّر كما قدّمنا ( 1 ) ، ولأنّه كان يُلعنُ على المنابر فكيف يتّبعون سنّته ؟ ! وإذا قرأنا ما رواه جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء تحقّق لدينا صحّة ما ذهبنا إليه . قال السيوطي نقلا عن حاجب بن خليفة : شهدتُ عمر بن عبد العزيز يخطب وهو خليفة ، فقال في خطبته : « ألا إنّ ما سنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصاحباهُ فهو دينٌ نأخذ به وننتهي إليه ،
1 - قد مضى تخريجه في صفحات سابقة . راجع موضوع « أهل السنّة لا يعرفون السنّة النبوية » .