وما سنّ سواهما فإنّا نرجئه » ( 1 ) . والحقيقة أنّ جلّ الصحابة والحكّام الأمويّين والعبّاسيين كانوا يرون أنّ ما سنّ أبو بكر وعمر وعثمان هو دينٌ يأخذون به وينتهون إليه . وإذا عمل هؤلاء الخلفاء الثلاثة على منع سنّة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما عرفنا ذلك فيما سبق ، فلا يبقى بعد ذلك من السنّة إلاّ ما سنّوه ، ومن الأحكام إلاّ ما أحكموه . ثانياً : سنّة الصحابة عموماً : إنّنا نجد أدلّة كثيرة وشواهد عديدة على اقتداء « أهل السنّة والجماعة » بسنّة الصحابة عموماً بدون اسثناء . فهم يحتجّون بحديث مكذوب وافينا البحث فيه في كتاب « مع الصادقين » ، والحديث يقول : « أصحابي كالنّجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » ، وقد احتجّ ابن القيم الجوزية بهذا الحديث على حجيّة رأي الصحابي ( 2 ) . وقد اعترف بهذه الحقيقة أيضاً الشيخ أبو زهرة إذ قال : « لقد وجدناهم ( يعني فقهاء أهل السنّة ) جميعاً يأخذون بفتوى الصحابي » ثمّ يُضيف في مقطع آخر قوله :
1 - تاريخ الخلفاء للسيوطي : 241 - ط / القاهرة . 2 - احتج ابن القيم في أعلام الموقعين 4 : 137 بنحو هذا الحديث وهو قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد . . . وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى اُمتي ما يوعدون » . وأما الاحتجاج بحديث « أصحابي كالنجوم » فقد أورده في كتابه أيضاً 2 : 183 عن لسان المقلّد في مناظرة جرت بين مقلّد وصاحب حجة .