والعام ، وفيها المحكم والمتشابه ، فهي شقيقة القرآن ، غير أنّ القرآن كلّه صحيح ; لأنّ الله سبحانه تكفّل بحفظه ولأنّه مكتوب ، أمّا السنّة ففيها المكذوب أكثر من الصحيح ، فالسنّة النبويّة هي قبل كلّ شيء محتاجة إلى المعصوم الذي يدلّ على صحيحها ، ويطرح كلّ ما وضع فيها ، وغير المعصوم لا يقدر على شيء من ذلك ولو كان عالماً علاّمة . كما أنّ « القرآن والسنّة » معاً يفتقران إلى عالم متبحّر عارف بكلّ أحكامهما ، مطلع على أسرارهما ، لكي يبيّن للناس من بعد النبيّ ما اختلفوا فيه وما جهلوه . ألم ترّ أنّ الله سبحانه أشار إلى أنّ القرآن الكريم يفتقر إلى مبين ، فقال جلّ وعلا : * ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) * ( 1 ) ؟ فلو لم يكن النبيّ يبيّن للناس ما نزل إليهم ، لم يكونوا ليعرفوا أحكام الله ولو نزل القرآن بلغتهم ! وهذا أمر بديهي يعرفه كلّ الناس ، ورغم نزول القرآن بفرائض الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، فالمسلمون في حاجة لبيان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فهو الذي أوضح كيفية أداء الصلاة ، ومقدار نصاب الزكاة ، وأحكام الصوم ، ومناسك الحجّ ، ولولاه لما عرف الناس من ذلك شيئاً .