قال : « يا أبا عبد الله إنّي رأيت رؤيا ! » فقال مالك : يوفّق الله أمير المؤمنين إلى الصواب من الرأي ، ويُلهمه الرشاد من القول ، فما رأى أمير المؤمنين ؟ فقال أبو جعفر : رأيتُ أنّي أُجلسك في هذا البيت ، فتكون من عمار بيت الله الحرام ، وأحمل الناسَ على علمك ، وأعهد إلى أهل الأمصار يوفدون إليك وفودهم ، ويرسلون إليك رسُلهم في أيّام حجّهم ، لتحملهم من أمر دينهم على الصواب والحقّ إن شاء الله ، وإنّما العلم علم أهل المدينة ، وأنت أعلمهم . . . . يقول ابن قتيبة : لما ولَي أبو جعفر المنصور الخلافة جمع مالك بن أنس ، وابن أبي ذؤيب ، وابن سمعان في مجلس واحد وسألهم : أيُّ الرجال أنا عندكم ؟ أمن أئمة العدل أم من أئمة الجور ؟ قال مالك ، فقلت : يا أمير المؤمنين أنا متوسّلٌ إليك بالله تعالى ، وأتشفّع