وقد يجتمع هؤلاء للتشاور وتقرير أمر يتفقون عليه ، فيبرمون أمرهم ويفشونه في الناس ليصبح فيما بعد أمراً واقعاً وحقيقة متّبعة ، دون أن يعرف سائر الناس سرّ ذلك . ومن هذا المكر الذي مكروه قولهم بأنّ محمّداً غير معصوم ، وهو كسائر البشر يجوز عليه الخطأ ، فينتقصونه ويجادلونه في الحقّ وهم يعلمون . ومنها : شتمهم لعلي بن أبي طالب ، ولعنهم إيّاه باسم أبي تراب ، وتصويره للناس بأنّه عدوّ لله ولرسوله . ومنها : شتمهم ولعنهم للصحابي الجليل عمّار بن ياسر تحت اسم مستعار فسموه عبد الله بن سبأ أو ابن السوداء ; لأنّ عمّاراً كان ضدّ الخلفاء ، وكان يدعو الناس لإمامة علي بن أبي طالب ( 1 ) . ومنها : تسمية الشيعة الذين والوا عليّاً ب ( الروافض ) كي يموّهوا على الناس بأنّ هؤلاء رفضوا محمّداً واتبعوا عليّاً .
1 - يراجع في ذلك كتاب « الصلة بين التصوّف والتشيّع » للدكتور مصطفى كامل الشيبي المصري ، والذي بيّن فيه بعشرة أدلّة قوية بأنّ عبد الله بن سبأ اليهودي أو ابن السوداء ليس إلاّ سيّدنا عمّار بن ياسر ( رضوان الله تعالى عليه ) ( المؤلّف ) . وفي تاريخ اليعقوبي 2 : 171 إنّ عثمان قال لعمّار : « ويلي على ابن السوداء » . وفي العقد الفريد لابن عبد البر 4 : 318 : « فقال معاوية لعمرو بن العاص : يا عمرو ، هذا المرقال واللّه لئن زحف بالراية زحفاً ، إنّه ليوم أهل الشام الأطول ، ولكن أرى ابن السوداء - يعني عمّاراً - وفيه عجلة في الحرب ، وأرجو أن تقدمه إلى الهلكة » . ومثله في جواهر المطالب لابن الدمشقي الشافعي : 140 .